لحظات اساسية في تطور الفلسفة
أولا: الفلسفة الإسلامية
تمهيد:
لقد كانت مرحلة
القرون الوسطى ثاني مرحلة من مراحل الفلسفة بعد أفول الحضارة اليونانية. وقد تميزت
هذه المرحلة بظهور الديانات السماوية، ما سيجعل من الدين موضوعا للفلسفة. وتشمل
هذه المرحلة من بين ما تشمله الفلسفة المسيحية
كما تشمل الفلسفة الإسلامية. ولتبيان خصوصية هذه المرحلة سنشتغل على
الفلسفة الإسلامية كنموذج.
ولقد انتقلت
الفلسفة إلى بلاد المسلمين بفضل الترجمة،
بعد أن انشا المأمون عبد الله بن هارون الرشيد بيت الحكمة ببغداد، والذي كان يضم
مجموعة من الكتب حول مجموعة من الفروع المعرفية. كما كان بيت الحكمة هذا، يقوم
بترجمة الكتب المختلفة القادمة من الحضارات الأخرى. وكان من بين الكتب المترجمة،
كتب الحضارة اليونانية، ومنها كتب الفلسفة. وبهذا، كانت الترجمة أرض أول لقاء
للمسلمين مع الفلسفة.
لكن المترجمين
الأوائل لم يكونوا من أصول عربية، إلى أن برز يعقوب بن إسحاق الكندي كأول مترجم
مسلم، وهو الذي سيصبح بعد اطلاعه على الفكر اليوناني أول فيلسوف مسلم، عمل على
تفسير كتب أرسطو، وألف كتب فلسفية في الطب والرياضيات والفلك والإلهيات.
ابن رشد كنموذج للفلسفة الإسلامية
تعريف الفيلسوف
هو الفيلسوف أبو
الوليد محمد بن أحمد بن رشد، عاش ما بين 520-595هـ المواقف ل 1126-1198م. كان
فقيها، واشتغل في القضاء. من أهم مؤلفاته: "تفسير ما بعد الطبيعة" ، فصل
المقال في ما بين الحكمة والشريعة من اتصال" ، "تهافت التهافت".
مفاهيم النص
الندب/المندوب. حكم شرعي يقابله المكروه
الوجوب/الواجب: حكم شرعي يقابه النهي
الموجودات: مجموع ظواهر الكون
القياس: استدلال عقلي ننتقل فيه من مقدمتين، بينهما حد وسط، إلى
نتيجة متضمنة في المقدمتين.
مثال: كل إنسان
فان _ سقراط إنسان ـ
سقراط فان
النظر البرهاني: أو القياس البرهاني، وهو القياس الأكثر صدقا، وقوة صدقه
ناتجة عن قيمة مقدماته.
سؤال النص:
Ø
هل تتوافق الحكمة مع الشريعة؟
Ø
ما العلاقة بين الحكمة والشريعة هل هي علاقة
توافق أم علاقة تعارض؟
أطروحة النص:
يؤكد بن رشد على
أن الشريعة تدعوا إلى الفلسفة، وأن العلاقة بينهما هي علاقة توافق.
تحليل النص
أولا: مفاهيميا: اعتمد بن رشد معجمين
المعجم الشرعي
|
المعجم الفلسفي
|
الشرع _ الآية القرآنية _ الواجب _ المندوب _
الإعتبار _ القياس الشرعي _ الحق
|
الصانع _ النظر _
المعرفة _ الموجودات_ القياس العقلي _ فعل الفلسفة
|
استنتاج:
من خلال تلك المفاهيم
نستنتج أن الفلسفة الإسلامية تأثرت بالفلسفة اليونانية
|
ثانيا: مضامينيا
ü
تعريف الفلسفة بكونها نظر في الموجودات من
حيث دلالتها على الصانع.
ü
كلما كانت المعرفة بالصنعة أتم كانت المعرفة
بالصانع أتم.
ü
تأكيد بن رشد على أن الشرع يدعوا إلى النظر
في الموجودات. وبالتالي فالشرع يدعوا إلى الفلسفة.
ü
النظر في الموجودات واجب.
ü
يستنتج بن رشد أن الفلسفة لا تضاد الشريعة،
بل توافقها وتشهد عليها، حيث يقول: "الحق لا يضاد الحق بل يوافقه ويشهد له".
خلاصة تركيبية
نخلص إلى أن
الفلسفة لا تضاد الشريعة، وأن العلاقة بينهما هي علاقة توافق. فالفلسفة ليست إلا
نظر في الموجودات، وأن الشرع يدعوا في كثير من الآيات إلى النظر في الموجودات
لأنها تدل على الصانع (الخالق)، وبالتي فالشرع يدعوا إلى الفلسفة.
وقد توصل ابن ارشد
إلى هذه النتيجة عبر القياس، حيث انتقل من مقدمتين بينهما حد مشترك إلى نتيجة متضمنة
في المقدمتين. فإذا كانت المقدمة الأولى هي أن الفلسفة نظر في الموجودات،
وكانت المقدمة الثانية هي دعوة الشرع إلى النظر في الموجودات، فإن الحد
المشترك هو النظر في الموجودات. وهاتين المقدمتين تتضمنان نتيجة وهي: الشرع
يدعوا إلى الفلسفة.
ليخص بن رشد إلى
أن الحق لا يضاد الحق بل يوافقه ويشهد عليه، ومعنى هذا القول، أن الحق
الأول هو الشريعة، والحق الثاني هو الفلسفة، وأن الشريعة لا تضاد الفلسفة بل
توافقها وتشهد عليها. لأن الشرع يدعوا
المسلمين إلى النظر في الموجودات لدلاتها على الصانع، وأن الفلسفة هي التي ستمكن
من النظر الحق في الموجودات.
0 تعليقات