مختصر: الأجناس المسرحية الكبرى: التراجيديا والكوميديا والتراجيكوميديا

فيلوكلوب فبراير 02, 2019 فبراير 02, 2019
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A



تعتبر التراجيديا والكوميديا والتراجيكوميديا، الأجناس الاساسية للكتابة الدرامية، وتختلف كل واحدة عن الأخرى من خلال أسلوبها وغاياتها وطبيعة شخصياتها:

التراجيديا
مسرحية تصور أحداثا تنتهي غالبا بخاتمة مأساوية. وقد حدد أرسطو هدفها في الفصل الثالث عشر من كتابه "فن الشعر" بقوله : "إنها تهدف إلى إثارة الخوف والشفقة من أجل تطهير المتفرج من هذه الإنفعالات (Katharsis).


وكلمة (Katharsis) اليونانية من مفردات الطب، ويقصد بها التفريغ، وتنقية النفس والبدن. كما ارتبطت هذه الكلمة فارماكوس (Pharmakos) التي كانت تعني لدى اليونانيين القدامى ، السم والعقار في نفس الوقت، أي معالجة الداء بالداء.


وقد حدد أرسطو التطهير كغاية للتراجيديا لتأثيرها النفسي والتربوي على الفرد. إذ أن متابعة الالمتفرج للمصير المأساوي للبطل يدفعه إلى الشفقة على حاله وفي نفس الوقت الخوف من أن يلحقه نفس المصير. لكن معايشة هذين الإحساسين تقوده في نهاية المطاف إلى التحرر منهما لكي تتطهر روحه ويسمو فكره عن مثل هذه الأحاسيس.


ويتحقق تعاطف المتفرج مع البطل في التراجيديا خلال عنصر الزلة (Hamartia)، وهي خطأ تراجيدي يرتكبه البطل، غالبا ما يكون غير مقصود، وناتجا عن سوء تقدير، يقوده إلى مرحلة الألم (Pathos) أي المعانات التي يكابدها البطل، ويتقلها إلى المتفرجين، ثم مرحلة الإنقلاب (Peripétia) والتعرف (Anagnorisis) أي انتقال البطل من الجهل إلى المعرفة، من النعيم إلى الشقاوة.



الكوميديا
جنس مسرحي يناقض التراجيديا، وذلك لكون شخصياتها لا تقوم بأفعال جليلة كما هو الحال في التراجيدية، بل بأفعال وضيعة كما يرى أرسطو. غير أن وضاعة أفعال الشخصيات الكوميدية رهين بعاملين أساسيين هما: خفة المواقف وادعاء الشخصية بما لا تتوفر عليه. إذ لا يمكن أن نضحك على الأفعال الوضيعة إلا إذا كان الموقف غير جدي. أي أن الشخصية، موضوع الضحك، لا تواجه اي خطورة. فقد تضحكنا سقطة أحدهم في الشارع، لكن هذا بالعكس، قد يؤلمنا إذا كانت عواقب السقطة وخيمة. ولسوف يضحكنا أكثر إن تظاهر نفس الشخص وادعى من خلال حركاته أن لا شيء وقع على الإطلاق واستمر في سيره بخيلاء.


ولذلك فالكوميديا تعتمد على فعل درامي، تصارع فيها الشخصية مجموعة من العقبات  التي لا تحمل خطرا حقيقيا، وتنتهي نهاية سعيدة.


وتنتهي الكوميديا إلى التسلية والنقد معا، فهي أداة من أدوات السخرية من عيوب المجتمع، وتضع المتفرج في موقف الملاحظ العقلاني الحاس بالتفوق أمام شخصيات المسرحية الكوميدية.

التراجيكوميديا


أو الملهاة المفجعة، وهي جنس يجمع ما بين التراجيديا والكوميديا، بين ما هو مأساوي وما هو  مضحك، وتنتمي شخصياته إلى طبقات اجتماعية مختلفة، أحداثها جدية لكنها لا تنتهي مع ذلك بفاجعة. كما أنها تستخدم أسلوبا فيه خلط بين اللغة الرفيعة والكلام اليومي.



في العصر الحديث، عرف فن كتابة المسرحية نقلة نوعية، كثرا ما لا تضع الفوارق بين الأجناس المسرحية، إذ يختلط فيها ما هو مضحك بما هو ماساوي، ما هو رفيع، بما هو ينتمي لتفاصيل الحياة اليومية.

شارك المقال لتنفع به غيرك

فيلوكلوب

الكاتب فيلوكلوب

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

8258052138725998785
https://www.mabahij.net/