مختصر: ما هي الرومانسية؟ من الأصل الإشتقاقي إلى توط المفهوم.
كلمة Romantisme مشتقة من كلمة Roman وهي اللغات المحلية
التي كانت تتحدث بها شعوب الإمبراطورية الرومانية مقابل لغة رسمية هي اللاتينية. وقد
استخدمت صفة رومانسي
Romantique في القرن الثامن عشر للدلالة على كل ما هو نثري ومكتوب
باللغات المحلية.
في نهايات القرن الثامن عشر وظف الفيلسوف وعالم الجمال
الألماني شليغل
shlegel صفة الرومانسي كمناقض لصفة الكلاسيكي، وأطلقها على الأعمال الألمانية المستوحات
من تقاليد الفروسية في القرون الوسطى في سلسلة محاضراته حول الأدب الدرامي. وبعد ذلك
دخل هذا المصطلح اللغة الفرنسية على يد مدام دوستايل (Mme de staél) التي أخذته عن شليغل،
في مقالها "عن ألمانيا" سنة 1814. ويعد مادام دوستايل استخدم الكاتب الفرنسي
ستاندال (Stendhal) كلمة Romanticisme التي تحول فيما
بعد إلى كلمة
Romantisme فأصبحت تعني تيارا فنيا مجددا يقابل كل ما هو كلاسيكي
قديم.
ولقد انتشرت التسيمية بعد ذلك، لتحمل الكثير من الدلالات،
كالحلم والحزن وكل ما يعبر عنه بالوجدان، كما تدل أيضا على رؤية خاصة للعالم تميل إلى
العودة للطبيعة ورفض العقلانية والهروب إلى الذات وتمجيد الحساسية المفرطة. ولهذا شكلت
الرومانسية نقطت انعطاف اساسية في الثقافة الأوربية، إذ مكنت من مراجعة الماضي ونقده،
وفتح المجال أمام التقاليد المحلية التي أضحت منبع الإلهام في الفن والأدب. ولقد ظهرت
البوادر الأولى للحركة الرومانسية في ألمانيا مع ظهور حركة العاصفة والإندفاع (Strum und Drang) الألمانية التي
ثارت على الكلاسيكية والمبادئ الأرسطية بشكل عام، واستلهم كتابها في أعمالهم المسرحية
من شكسبير وركزوا على ما هو ذاتي ووجداني كما عادوا إلى التقاليد الشعبية القرسطوية
كقصص الشعراء الجوالين والحكايا، واتخذوها مادة لإبداعاتهم.
ومن أهم كتاب هذه الحركة غوته J.W Ghoethe والذي تخلى عنها
فيما بعد، وآخرون كجاكوب لينز
J.Lenz و فريدريك شيلر
Scheller، وهنريك فون كلاسيت H. Van Keaist.
أما في فرنسا معقل الكلاسيكية الجديدة فقد عرفت فيها
الرومانسية تطورا طبيعيا للدراما البورجوازية والميلودراما اللتين ميزتا القرن الثامن
عشر. فضلا عن تأثيرات خارجية أخرى أهمها تأثير الثقافتين الألمانية والإنجليزية.
ولقد دعت مادام دوستايل إلى استبدال التراجيديات
التاريخية بأخرى تنتني شخصياتها إلى الشعب وإلى، وإلى عدم التقيد بقوانين الوحدات الثلاث
باسثناء وحدة المكان. أما في سنة 1837 فقد طرح فيكتور هيجو V.Hugo تصورا شاملا للمسرحية
الرومانسية في مقدمة مسرحية "كرومويل" والتي اعتبر فيها المسرح هو المعبر
الأساسي عن العصر الحديث، كما رفض مبدأ فصل الأنواع (تراجيديا/كوميديا) والوحادت الثلاث
باستثناء وحدة الفعل، لأن وحدتي المكان والزمان في نظره تعوقان حرية تصوير الواقع على
الخشبة. ودعا أيضا إلى أن يغطي المسرح كل مظاهر الحياة المتعددة، زيادة على إمكانية
كتابة المسرحية نثرا لضمان هامش أكبر في حرية التعبير .
ومن أهم الكتاب الرومانسيين إضافة إلى فيكتور هيجو،
ألفريد دي موسيه Alfred De Musset ألفريد دي فيني Alfred De Vigny وفي إنجلترا بيرون Byron وفي ألمانيا بعض أعضاء حركة
العاصفة والإندفاع: لينز، شيللر، كلاسيت، والذين سبق الحديث عنهم، إضافة إلى جورج بوشنر
G.Buchner.
0 تعليقات