مختصر: تعريف الموسيقى - الموسيقى الرومانسية

تعريف الموسيقى

وقف المختصون والمهتمون على جوانب عديدة ومختلفة في تعريف الموسيقى، انطلاقا من تصوراتهم واهتماماتهم الشخصية. فمنهم من اجتذبه الجانب العلمي الصرف للموسيقى كفيتاغورس الذي أرسى القواعد العلمية لمختلف درجات السلم الموسيقي، ومنهم من اهتم بالجانب الوجداني والروحي كأغلب العازفين والمؤلفين الموسيقيين، ومنهم من ربطها بالتربية وتقويم السلوك كأفلاطون إذ اعتبرها أداة لتقويم السلوك، وأنجع وسيلة للإرتقاء بأحوال الإنسان. وقد وردت في الموسيقى تعاريف متعددة وكثيرة نذكر منها:

الفيتاغوريون: "الموسيقى هي علم النظام في كل شيء"

جان جاك روسو: " الموسيقى هي فن ترتيب الأصوات وتآلفها بجمالية تجعلنا نحب سماعها"

هكتور  بير ليز: "الموسيقى هي فن تحريك مشاعر الأذكياء المتوفرين على موهبة التناسق والنظام في حياتهم"

لايبنيز: "الموسيقى تمرين خفي في الحساب يصعب إدراك أرقامه".

وبغض النظر عن الجوانب التي تم التركيز عليها في تعريف الموسيقى، يمكن استخلاص أن الموسيقى فن وعلم وتربية. فن لأنها تحرك الوجدان والأحاسيس وتغذي الروح ، علم لأن لها قواعدها ولغتها ورموزها الموحدة عالميا، وتربية لأنها تخلق التوافق في النفس وتربي الإنسان على القيم النبيلة والتفاهم والتسامح والإنسجام مع كل الفئات الإجتماعية.

الموسيقى الرومانسية

الرومانسية حركة أدبية وفلسفية وفنية، جاءت لمناهضة تحكيم العقل والتخلص من المبادئ والقيود الكلاسيكية، زفسح مجال أكبر للأحاسيس والمشاعر والإلهام الفني. لقد انطلقة الرومانسية الأدبية خلال الربع الأخير من القرن الثامن عشر بألمانيا كنتيجة للكتابات الأدبية والفلسفية، وما أدت غليه من تغيرات في المجتمع الأوربي عقب الثورة الفرنسية، وما نتج عن ذلك من سلطة للطبقة العاملة وبروز سلطة الفرد وحرية التعبير.

لقد اختلف مجال تمركز الرومانسية من بلد لآخر، ففي فرنسا مثلا، تميزت على الخصوص في المجال الأدبي في شخص كل من لامارتين وفكتور هيجو وشاتوبراين، لكنها لم تعرف في المجال الموسيقي إلا موسيقيا رومانسيا واحدا هو هكتور بيرليوز. عكس ألمانيا التي عرفت ازدهارا للرومانسية الموسيقية وأعطت أسماء وازنة أمثال شوبرت Schubert ، و ويبير Weber و شمومان schumann  وليست Liszt و فاجنير Wagner.

وبغض النظر عن المكان الذي ازدهرت فيه الرومانسية الموسيقية فإن سماتها الأساسية ظلت واحدة وتتمثر في :

_ النزعة الذاتية إذ أصبحت المؤلفات تخضع لأحاسيس الفنان الشخصية.

_ فسح مجالات أوسع للإلهام الفني

_ الإفراط في الإعتماد على الأوركسترا والغناء.

_ حب الطبيعة ليس بتقليدها، وإنما بترجمة الإحساس الذي تتركه في نفس الفنان.

_ الإرتباط بكل ما هو خيالي وفوق الطبيعي