مجزوءة الفلسفة: المحور الأول نشأة الفلسفة: زمان ومكان نشأة الفلسفة | فيلوكلوب

فيلوكلوب أبريل 23, 2019 سبتمبر 22, 2019
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال: المحور الأول نشأة الفلسفة: زمان ومكان نشأة الفلسفة
-A A +A

نشأة الفلسفة
إن التفكير الفلسفي ككل أنماط التفكير الأخرى، لم يكن وليد الصدفة، وإنما ارتبط في نشأته بمجموعة من الشروط والعوامل، وبالتالي لابد من الكشف عن العوامل التي ساهمت في نشأة التفكير الفلسفي، ولابد من البحث الشروط التاريخية التي شكلت الأرض الخصبة لبروز الفكر الفلسفي. من هنا يمكن أن نتساءل: أين نشأت الفلسفة؟ متا نشأت الفلسفة؟ لماذا نشأت في ذلك المكان دون غيره من الأمكنة؟ لماذا نشأت في ذلك المكان دون غيره من الأمكنة؟ ما هي الشروط والعوامل التي ساهمت في نشأة الفكر الفلسفي؟ كيف تم الإنتقال من التفكير الأسطوري إلى التفكير الفلسفي؟ وفيما يختلف التفكير الفلسفي عن التفكير الأسطوري؟ 




أولا: المكان


يكاد مؤرخوا الفلسفة والغربيون منهم خاص يجمعون على أن الفلسفة نشأت ببلاد اليونان. وقولهم بذلك له ما يبرره.
الموقع الإستراتيجي
فبلاد اليونان كانت أرضا خصبة لنشأة التفكير الفلسفي، حيث تقع على ضفاف البحر الأبيض المتوسط الذي يعتبر مهدا للحضارات. وحيث تحدها جنوبا جريت كريت العظيمة والتي كانت حينئذ متقدمة مدنيا وحضاريا، وتحدها شرقا آسيا الصغرى التي كانت تعرف في الأيام السابق لأفلاطون ازدهارا صناعيا وتجاريا وفكريا، وتحدها غربا إيطاليا وصقلية وإسبانيا، وقد نحت كل من إسبانيا وصقلية في استعمار جزء من بلاد اليونان وهو ما يفيد حدوث نوع من الإحتكاك الثقافي.
هكذا يتبين لنا أن نشأة الفلسفة ببلاد اليونان لم تكن صدفة، وإنما كانت مرتبط بشروط فكرية وثقافية واستراتيجية.
الخصائص الطبيعية الجغرافي
إضافة إلى الشروط الفكرية والثقافية والإستراتجية التي ساهمت في نشأة الفلسفة ببلاد اليونان، هناك شروط أخرى تتمثل في الخصائص الجغرافية لبلاد اليونان. فقد كانت تضاريس بلاد اليونان تضاريسا صعبة تتشكل من الجبال والهضاب ، الشيء الذي أدى إلى انفصال مدن اليونان، وتشكيل ما يشبه دويلات صغيرة تتميز كل واحدة منها بنوع من الإستقلال الاقتصادي والسياسي والثقافي... وهذا ما أدى إلى حدوث نوع من التنوع الفكري والثقافي ببلاد اليونان. وهو ما سيشكل مناخا خصبا لظهور ثقافة الحجاج والنقاش والحوار، وبالتالي ظهور الفلسفة.
هكذا يتبين لنا أنه كان لبلاد اليونان خصوصيا جغرافية ساهمت في تطور بلاد اليونان من الناحية الفكرية
"مكانة أثيا ودورها في نشأة الفلسفة".
تحتل اثينا مكانة مرموقة عند اليونانيين فقد كانت تشكل موقعا استراتيجيا، حيث كانت بمثابة الباب الذي يخرج منه اليونانيون إلى مدن آسيا الصغرى، ويدخل منه سكان مدن آسيا الصغرى إلى بلاد اليونان،. كما كانت أثينا ذات ميناء كبير، ترسي على سفن المناطق المجاورة زد على ذلك أنها استفادت من نهاية حربها مع اسبارطة ضد الفرس، فبينهما سرحت اسبارطة جيوشها حولت أثينا أسطولها الحربي إلى اسطول تجاري، فأصبحت بذلك من أعظم المدن التجارية في العالم القديم. كل ذلك ساهم في ازدهارها من الناحية الفكرية والثقافية، وهو ما سيؤثر إيجابيا على بلاد اليونان ككل.
هكذا يتبين لنا أن نشأة الفلسفة ببلاد اليونان كانت بفضل مكانة وموقع أثينا التي كانت ولازالت رمزا للفكر والثقافة والتعدد والإختلاف.

الزمان

لقد اختلف مرخوا الفلسفة والفلاسفة في تحديد زمن نشأة الفلسفة، وفي تحديد أول الفلاسفة. وعلى العموم نجد موقفين الأول يقول بنشأة الفلسفة خلال القرن السادس قبل الميلاد بملطية مع المدرسة الأيونية، أي مع الفلاسفة الطبيعيين (طاليس، أنكسمندر أنكسمانس...)، والذين بحثوا عن أصل وعلة الكون متجاوزين الفكر الأسطوري. والثاني يقول بأن الفلسفة لم تظهر إلا خلال القرن الخامس قبل الميلاد، ويذهب أنصار هذا الموقف إلى أن كلمتي فلسفة أو فيلسوف لم تظهر إلا عند بداية القرن الخامس ق.م، وايضا فالطبيعين (أصحاب ملطية) اقتصروا على تقصي الطبيعية، أي أنهم بحثوا في قضايا طبيعية وليس في قضايا فلسفية. ولذلك كان على المرء لكي يصبح فيلسوف أن يبتعد عن الفلاسفة الطبيعيين وإلا سيكون طبيعيا، وأن يبتعد عن السفسطائيين (بروتاجوراس، جورجياس،...)  ، الذين اشتهروا بالمكر والخداع حتى أنهم كانوا يستطيعون إظهار الحق باطلا، وإظهار الباطل حقا، ما جعل أفلاطون يصفهم بأعداء الفيلسوف الأصيل. لذلك اعتبر سقراط وأفلاطون وأرسطو أول الفلاسفة، حيث قال شيشرون بأن سقراط هو "من أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض"، أي أنه وجه بالبحث الفلسفي من تقصي الطبيعة إلى القضايا الإجتماعية والأخلاقية والسياسية.

شارك المقال لتنفع به غيرك

فيلوكلوب

الكاتب فيلوكلوب

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

8258052138725998785
https://www.mabahij.net/