فوكو وميكروفيزياء السلطة بقلم الطالب الباحث سفيان أيت زينب | فيلوكوم PHILOKOM |

فيلوكلوب مايو 26, 2019 يونيو 11, 2019
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A




  • فوكو وميكروفيزياء السلطة

    • سفيان أيت زينب، حاصل على الإجازة في الدراسات الأساسية تخصص الفلسفة

    "إن السلطة ليست شيئاً يُكتسب، يُنتزع أو يُقسّم، ولا شيئاً يحتفظ به أو يُفقد، السلطة تُمارس إنطلاقاً من نقاط لا تُحصى، وفي لعبة علاقات غير متكافئة ومتحركة"
    ميشيل فوكو
    تمهيد:

    تأسست قراءة ميشيل فوكو([1])(1984-1926) Michel foukoultلمفهوم السلطة على المستوى النظري ضد التصور الماركسي، خصوصا نظرية لويس ألتوسير المتعلقة بــ"الأجهزة الإيديولوجية للدولة"، وضد مجمل التصورات الميتافيزيقية والتقليدية في هذا الصدد. فمن المعلوم أن ألتوسير خصص دراسة لما يسميه الأجهزة الإيديولوجية للدولة التي تعمل في رأيه على إعادة إنتاج نفس نمط الإنتاج وعلاقاته السائدة في المجتمع، ويقصد بذلك أجهزة الدولة ومؤسساتها التربوية والتعليمية والثقافية والجزائية التي تهدف إلى المحافظة على الفوارق الاجتماعية القائمة وإلى إعادة إنتاج نفس العلاقات. أما على المستوى العملي فقد تبلورت أدوات ومفاهيم فوكو انطلاقا من تغير جذري لحق طبيعة العلاقة بين النظرية والممارسة؛ حيث كان نضال فوكو في صفوف حركة"مجموعة الإعلام عن السجون([2])"خلال بداية السبعينيات من القرن المنصرم من أجل تفادي الانزلاقات التي كانت تهدد اليسار الفرنسي آنذاك بالانجراف نحو العنف وإراقة الدماء.
    يفند فوكو في كتاب (المراقبة والمعاقبة: ولادة السجن)([3])" مقدمات التصور الماركسي لمسألة السلطة داعياً في صفحات معدودات، لكن عميقة ومكثفة، إلى ضرورة التخلي عن الأفكار والمسلمات التي لازمت منذ مدة المواقف التقليدية للسلطة في فرنسا أو في غيرها من الدول، وتنطلق مجمل تلك المسلمات من أن السلطة مِلْكِية في يد طبقة معينة، ومتمركزة في الدولة وأجهزتها، وتابعة لنمط الإنتاج، وبأن لها جوهراً يفصل بين الحاكمين والمحكومين، وبأن أشكال تأثيرها تتراوح بين استعمال العنف (القمع) من جهة وتوظيف الإيديولوجيا من جهة ثانية.
    المبحث الأول: نحو مفهومٍ جديد
     تكشف إعادة قراءة فوكو لمفهوم السلطة بأن هذه الأخيرة ليست مِلْكية، بل هي استراتيجية لا تعود إلى امتلاك ما، وإنما إلى حيل ومناورات وتدابير وتقنيات وتكتيكات: "ولا تطعن هذه النزعة الوظيفية الجديدة بطبيعة الأمر في وجود طبقات وصراعات طبقية - كما يقول جيل دولوز-، بل ترسم لها لوحة مغايرة بمناظر طبيعية مختلفة وأشخاص ليسوا نفس الأشخاص، وطرق غير تلك التي عودنا عليها التأريخ التقليدي بما فيه التأريخ الماركسي."([4]) تكشف لنا شهادة دولوز هذه أن ميشيل فوكو عارض في نظريته للسلطة التصور الماركسي الكلاسيكي، ونظريات الحق الطبيعي. واعتبرانه لا وجود لذات او لفاعل يملك السلطة، مثلما لاوجود لجهاز(الدولة) ينفرد لوحده باستعمال السلطة. وعليه اذا كان ميشيل فوكو وجه سهام نقده الى النظريات الكلاسيكية للسلطة، فما الجديد الذي جاءت به المساءلة الفوكوية للسلطة؟
    "ان ميشيل فوكو أول من إبتكر ذلك المفهوم الجديد للسلطة، الذي كان ضالة الجميع، الكل بحث عنه دونما معرفة بالسبيل المؤدي الى إكتشافه أو حتى التعبير عنه."([5]) يُتبث هذا الختم الدولوزي على أن مشيل فوكو يملك نظرة مغايرة للسلطة، ومن المعلوم أن فوكو لا يسعى من إهتمامه بهذا المفهوم الى بناء نظرية تجريدية متكاملة و نسقية؛ لأن سؤال السلطة لديه لا يدخل في قلب إنشغالاته، بل يستغيض عنه بالتساؤل عن الكيفية التي تمارس بها هذه السلطة، فلا وجود للسلطة إلا وهي ممارسة. إن السلطة ليست شيئاً يُحصل عليه و يُنتزع أو تُقتسم، شيئاً نحتكره أو ندعه يفلت من أيدينا، إنها تمارس إنطلاقا من نقط لا حصر لها وفي خضم علاقات متحركة لا متكافئة."([6]) من هنا هدم فوكو مسلمة أن السلطة شيئاً قابلاً للتملك وأنها ترتبط بالدولة أو القوانين كما هو الحال مع المنظور الكلاسيكي و المنظور الماركسي الطبقي.
    إن المساءلة الفُوكَوية للسلطة جوهرها العمل على تحديدها؛ من خلال كشف آلياتها و آثارها و علاقاتها داخل المجتمع، وهنا أصبح الحديث عن "ميكروفيزياء السلطة([7]) الذي يجعلها حاضرة حتى في أكثر الأشياء هامشية. إن السلطة بهذا المعنى لا تنضبط بما هو سياسي، بل تتجاوز حيز السياسي وتخومه باستمرار. و يمكن إعتبار هذه النقطة بالذات – وبدون مجازفة – هي الجديد الذي جاء به فيلسوفنا؛  حيث سعى في كتاباته الى الكشف عن المفهوم الموسّع للسلطة، متجاوزاً بذالك كل المقاربات التي تحصره في ماهو سياسي فقط. فميشيل فوكو حاول جاهداً تجاوز التَقْعِيد النظري الى التَعْقِيد الإستراتيجي للسلطة داخل المجتمع؛ ومعنى هذا أن أبحاثه تجاوزت مستوى التنظير للسلطة، فلم يكن همه بناء نظرية متناسقة بقدر ما كان يهدف الى كشف الخيوط العنكبوتية التي نسجتها السلطة على المجتمع. وبهذا أنجز فوكو فارقاً جدرياً على مستوى النظرية السياسية للسلطة.
    في كتابة إرادة المعرفة سعى ميشيل فوكو الى تحديد مفهوم السلطة، هذا المفهوم في نظره يكتنفه شيئاً من اللبس، فكلمة "سلطة" هذه قد تسبب الكثير من سوء الفهم، سوء فهم يتناول هوية السلطة وشكلها و وحدتها. بكلمة سلطة، لا أعني "السلطة" أي مجموع المؤسسات و الأجهزة التي تتضمن خضوع المواطنين في إطار دولة ما. كذلك لا أعني بكلمة سلطة نمطاً من الإخضاع الذي هو على العكس من العنف إنما يتخذ شكل قاعدة. وأخيراً لا أعني بكلمة سلطة نظاماً عاماً من جهة الهيمنة، يمارسه عنصر أو مجموعة على عنصر آخر أو مجموعة أخرى، تخترق مفاعيله الجسم الإ جتماعي كله عبر انحرافات متتالية: فالتحليل من منظور السلطة، لا ينفي أن نفترض أن سيادة الدولة أو شكل القانون أو الوحدة الكلية  لهيمنة ما، هي معطيات أولية. إنما هي بالأحرى أشكال السلطة النهائية. بكلمة سلطة، يبدو لي أنه يجب أن يُفهم قبل كل شيء تعدُّد موازين القوى المحايثة للمجال الذي تُمارَس فيه، والمكوِّنة لتنظيمها؛ واللعبةُ التي تحوِّل هذه الموازين  وتعزّزها وتقلبها عن طريق مجابهات ونزاعات متواصلة؛ وكلمة سلطة تعني أيضا الدعم الذي تلقاه موازين القوى هذه في بعضها بعضاً، بحيث تشكل سلسلة أو نظاماُ أو، بالعكس، التفاوتات أو التناقضات التي تعزل بعضها عن البعض الآخر؛ أخيراً، تعني كلمة سلطة الإستراتجيات التي بواسطتها تفعل موازين القوى فعلها، والتي تتجسَّد خطتها العامة أو تبلورها المؤسسي في أجهزة الدولة، وصياغة القانون، والهيمنات الإجتماعية."([8])
    لقد نقلت هذا النص حرفيا - رغم طوله – و ذلك لأهميته بالنسبة لدراستنا، و سنعمد الى تحليله للوقوف على تصوره للسلطة من جهة، و لبيان الجديد الذي يحمله هذا الطرح من جهة ثانية. في البدء سنقول – وبدون مجازفة – إن هذا النص الذي تضمنه كتاب  إرادة المعرفة  يحمل بين ثناياه أطروحة ميشيل فوكو في تصوره لمفهوم السلطة؛ هذا النص من النصوص القليلة الذي عبر فيه فوكو عن موقفه من ظاهرة السلطة بشكل صريح .
    إن المتأمل  في هذا النص لا يفوت ناضريه تسجيل ملاحظة أساسية مفادها : أن ميشيل فوكو في سعيه الى تعريف مفهوم السلطة، ينطلق من نفيه لبعض التعاريف المتداولة لهذا المفهوم مند فلاسفة العقد الإجتماعي، كنفيه أن تكون السلطة مجموع المؤسسات والأجهزة، كما ينفي  أيضاً أن تكون السلطة مساوية للعنف و الإخضاع و الهيمنة. إن هذه التعاريف التي يحاول ميشيل فوكو نفيها هي التي حاولت النظريات الكلاسيكية إتباثها، خصوصا التصورات القانونية واللبرالية؛ أي ذلك التصور الذي نلمسه من خلال كتابات فلاسفة القرن الثامن عشر من جهة. و التصورات الماركسية التي ترتبط بالتنظيرات ذات الأصول الماركسية  لظاهرة السلطة السياسية من في علاقتها بالبنيات الإقتصادية  للمجتمع من جهة أخرى.
    بالرجوع الى النص نجد فوكو ينطلق من تأكيده على إلتباس كلمة "سلطة" وأنها قد تسبب الكثير من سوء الفهم، وهذا اللبس نابع أساسا من أصل السلطة أو هويتها، وأشكالها المختلفة. وفي سبيل الحد من هذا اللبس و رفع الغموض، لجأ "أستاذ القعات السبع([9])" الى تعريف السلطة بنفيه أن تكون مجموع المؤسسات والأجهزة؛ بمعنى أنه ينفي أن تكون السلطة معادلة للدولة طرفيها الآمِر والمَؤمُور؛ آمِراً له الحق في إصدار الأمر الى المؤمور، ومؤموراً عليه واجب الطاعة وتنفيد الأمر الموجّه إليه."([10]) هذا التصور للسلطة إنتقده فوكو بشراسة، وأقر أن دراسة السلطة تحتاج الى عدم الإنشغال بالمسائل التي تتعلق بالعاهل و الشرعية، فميشيل فوكو يدعو الى قطع رأس الملك؛([11])" فبدلامن القيام بتوضيح الأسئلة التي تدور حول شرعية السلطة الحكومية، يهتم فوكو بفهم الوسائل التي تنتج عنها آثار ممارسة السلطة، فيركز على أساليب الحكم وخاصة العقلانية منها. ومن هذا المنظور فإن فكرة العاهل أو السلطة السياسية التي تَحْكمُ على أسس من الموافقة يمكن رؤيتها على أنها مُتضمنة في الأفعال العقلانية البارزة للحكومة، ومن ثم فإنها لا تحتاج أن تُمنَح أيُ إمتياز تحليلي خاص."([12])     
    ينفي فوكو أيضا أن تكون السلطة مساوية للعنف و الإخضاع و الهيمنة، يمارسها عنصر أو مجموعة على عنصر أخر أو مجموعة أخرى، ينتقد فوكو هنا بشكل ضمني التصور الطبقي الماركسي للسلطة؛ فبدل الهرمية التي ما إنفكت تطبع التصور الماركسي، يطرح فوكو تحليل وظيفي دقيق لمفهوم السلطة يتميز بنوع  من المحايثة و المثول الثاوي؛ فالسلطة حسب هذا التحليل ليست سلطة الدولة أو الطبقة المهيمنة، بقدر ما أصبحت السلطة منتشرة وموزعة تخترق الجسد الإجتماعي برمته.
    إن النقد الذي سينطلق منه المشروع الفكَوي الهادف إلى إعادة صياغة مفهوم السلطة هو نقدٌ بالأساس لهذا المفهوم (السلطة) الذي قدمته الماركسية، الذي يُعتبر – من منظور فوكو- مفهوم كلاسيكي لأنه يمركز السلطة في جهاز الدولة. هذا التمركز يرى فيه ميشيل فوكو مربط الفرس ونقطة الضعف في التحليل الماركسي، لأنه يرى  - حسب  فلسفته - أنه لا يمكن أن نتحدث عن السلطة باعتبارها ذلك الجهاز الذي يقبع على قمة المجتمع، والذي يُدعى الدولة أو السلطة السياسية العليا، بل يجب أن نتحدث عن السلطة باعتبارها شبكة علاقة القوة المزروعة في كُلِ جسد المجتمع والمنبثقة في كل مؤسساته وخلاياه.
    ومن هنا فالسلطة بالنسبة لميشيل فوكو موجودة في كل مكان، وتمارس فعلها بأشكال متعددة، إنها تلك القوة الموجودة في كل مناحي الحياة الاجتماعية، وبالتالي فهي ليست سلطة جهاز الهيمنة و القمع الأيديولوجي كما يرى ذلك كارل ماركس.
    بعد هذه السلسلة من النفي التي طالت التعاريف الكلاسيكية للسلطة، يذهب فوكو إلى تعريفها بالإيجاب أو الإثبات، ليقول لنا أن السلطة هي علاقات قوى متشابكة ومتعددة، منسجمة أو متناقضة، تتميز أساسا بكونها محايثة، وتدخل في إستراتجيات وتكتيكات معقدة. يجب أن نفهم أولاً أن كل علاقة قوى هي بالأساس علاقات سلطة، وهذه الأخيرة لا يمكن أن تُعبّر عن نفسها إلا إذا دخلت في علاقة مع قوى أخرى. لا يجب أن يُفهم هنا أن القوة بهذا المعنى عودة إلى القانون الطبيعي، الذي لايفصل بين القوة (السلطة) و العنف وأن الثاني في خدمة الأولى، بل السلطة هنا تتجاوزالعنف وتسمو عليه. إن فوكو أقرب هنا الى نيتشه الذي يرى أن علاقة القوى تتعدى العنف ولا تنحصر فيه أو تتحدد به. ذلك أن العنف ينصب على الأجساد والموضوعات (...) بينما القوة لا موضوع آخر لها سوى القوة، لا تدخل في علاقة مع مع كائن آخر، بل مع قوى أخرى."([13])
    تأخد السلطة عند فوكو بالإضافة الى أنها علاقات قوى معنى آخر، تجسد في تعريفه لها بكونها مجموعة من الإستراتيجيات التي بواسطتها تفعل موازين القوى فعلها، هذه الإستراتيجيات([14]) قائمة على مجموعة من العلاقات المتشابكة والمتداخلة في ما بينها؛ أي شبكة من الممارسات والنظم التي تتداخل فيها ما هو إجتماعي، بما هو إقتصادي، وماهو سياسي، وكذا بما هو معرفي أيضا. فالسلطة لم تعد مِلكية، أي القول بأنها في يد طبقة أو فئة من المجتمع أو في مِلك الدولة؛ لاينبغي البحث عنها في قمة الهرم السياسي، أو في مؤسسات وأجهزة الدولة، وإنما ينبغي رصدها عند القاعدة المتحركة لعلاقات القوى التي تُوَلَّدُ دونما إنقطاع وبفعل عدم التكافؤ بينها."([15]) بهذا المعنى تتجاوز ظاهرة السلطة الإنحصار و التعالي،  نحو أفق الإنفتاح و المحايثة. إن السلطة لا تستمد مصدرها من القاعات البرلمانية، ومراكز السلطة السياسية، بل في سراديب المستشفيات، و أجنحة المعزولين، وفي المصانع الكبرى و قاعات الدرس، و الثكنات و مؤسسات المجتمع المدني."([16])




    [1])  ميشيل فوكو فيلسوف فرنسي معاصر ولد في 15 أكتوبر 1926 وتوفي في 25 يونيو 1984، يعتبر من أهم فلاسفة النصف الثاني من القرن العشرين، من أهم مؤلفاته نذكر، تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي (1961)، ولادة العيادة (1963)، الكلمات و الأشياء (1966)، حفريات المعرفة (1969)، نظام الخطاب (1971)، المراقبة والمعاقبة (1975)، تاريخ الجنسانية في ثلاث أجزاء(1984)
    [2])  مجوعة الإعلام عن السجون GIP: هي جماعة أسسها ميشيل فوكو في فبراير سنة 1971، بهدف إجراء تحقيق يتناول كل ما كان يطال المساجين من مظاهر الإضطهاد والإدلال والمنع، ومن ثمة السماح لهم بالتعبير عن مطالبهم الملموسة وتقديم صورة عن ظروف حياتهم، وقد تزامن ذلك مع ما كان يجري من توقيفات متعددة ذات سمة سياسية كما حدث مع جماعة اليسار البرولتاري.
    [3])  يتعلق الأمر بالصفحات التالية (ص 64-65-66)
    [4])  جيل دلوز، المعرفة والسلطة مدخل لقراءة فوكو، ترجمة سالم يفوت، بيروت، المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى1987ص31
    [5])  جيل دلوز، المعرفة والسلطة، مرجع سابق ص 30
    [6])  ميشيل فوكو، إرادة المعرفة، ترجمة مطاع صفدي وجورج أبي صالح، بيروت، مركز الإنماء القومي 1990 ص 102
    [7])     هذا المفهوم الذي يعني ان ليس هنالك سلطة واحدة، بل سلطات منتشرة فوق الجسد الاجتماعي، وفي كل هذه السلط، اوفي داخلها اشكال من المقاومة و النضالات المحددة. فليس هناك مكان واحد للرفض او التورة وانما هنالك مقاومات، وبالتالي فالسلطة ليست وليدة طبقة او عامل اقتصادي او اجتماعي معين، بل وليدة سلطات مختلفة، سلطات جزئية micro pouvoir)).
    _ انظر الزواوي بغورة مفهوم الخطاب في فلسفة ميشيل فوكو
    [8])  ميشيل فوكو، إرادة المعرفة، مرجع سابق، ص 101
    [9])  لُقب ميشيل فوكو ب "أستاذ القاعات السبع" لأنه كان يدخل المحاضرات ب "الكوليج دي فرانس" ليلقي دروسه فيجد القاعة ممتلئة عن آخرها، وإذا بالمنظمين يخلقون قاعات خلفية -وصلت الى سبع قاعات- للقاعة الرئسية، وتصحب بمكبرات للصوت. هذه دلالة على شعبية فوكو المفكر.
    [10])  ناصيف نصّار، منطق السلطة:مدخل الى فلسفة الأمر، بيروت، دار أمواج للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية 2001م، ص 7
    [11])    والمقصود بهذه العبارة أن ميشيل فوكو ينتقد التصورات الماكروفيزيائية للسلطة، التي تسعى الى تحليلها إنطلاقا من أمور تتعلق بالعاهل والشرعية، وبالتالي تبقى السلطة إمتيازاُ للطبقة المسيطرة. في حين يبلور فوكو تصوراُ آخر مغاير لظاهرة السلطة مفاده: أنها مشتتة ومنتشرة تخترق الجسد الإجتماعي عبر إستراتيجيات مختلفة ومتعددة؛ وبالتالي فالسلطة ممارسة أكثر منها مِلكية.
    [12])  باري هندس، خطابات السلطة من هوبز الى فوكو، مرجع سابق، ص 120
    [13])  جيل دولوز، المعرفة والسلطة، مرجع سابق ص 77
    [14])  يحدد فوكو كلمة الإستراتيجية بثلات معان. المعنى الأول يخص الوسائل المستخدمة لبلوغ غاية معينة. والمعنى الثاني يتعلق بالطريقة التي يتصرف بها أحد أطراف العلاقة، والتي يحاول من خلالها التأثير على الآخرين. والمعنى الثالت يتعلق بالأساليب المستخدمة في مجابهة ما لحرمان الخصم من وسائله القتالية وإرغامه على الإستسلام، والمقصود حينئدٍ هي الوسائل المعدة لإحراز النصر.
    - أنظر الزوازي بغورة مفهوم الخطاب في فلسفة ميشيل فوكو. ص 234
    [15])  ميشيل فوكو، جنيالوجيا المعرفة، ترجمة: أحمد السطاتي و عبد السلام بن عبد العالي، الدار البيضاء، دار توبقال للنشر الطبعة الثانية،2008 ص:160
    [16])  السيد ولد أباه، التاريخ و الحقيقة لدى مشيل فوكو،بيروت دار المنتخب العربي للدراسات والنشر و التوزيع، الطبعة الأولى، 1994 ص: 185


    سفيان أيت زينب

    شارك المقال لتنفع به غيرك

    فيلوكلوب

    الكاتب فيلوكلوب

    قد تُعجبك هذه المشاركات

    إرسال تعليق

    0 تعليقات

    8258052138725998785
    https://www.mabahij.net/