للنشر على الموقع أو التواصل webphilokom@gmail.com
- الثقافة بين التعددية والحرية
- بقلم الطالب الباحث ياسين نشاط
________________________
إن التعددية
الثقافية في وقتنا المعاصر تحظى بكثير من الإلحاح عليها ، فذلك هو كثيرا ما يدعي او
يتطلب من الأطر التنظيمية الكفيلة على الوضع العام ان تقوم بتعديل السياسات المتزمتة وفتح مجالات للتعدد
الثقافي والسياسي ، هذا ما يفرضه قانون الكون في ظل العلاقات الانسانية ، فهذا لا يثير
الدهشة اطلاقا بقدر ما هو طبيعة
ملحة يفرضها السياق المجالي للكون ، والذي يبرز من خلال الزيادة والثكاثر في العلاقات
والتفاعلات الاجتماعية الكوكبية الشاملة ، ذلك بإنفتاح الافراد العالم نتيجة الهجرات
الواسعة على الأخص ، مما يستدعي ممارسات متنوعة للثقافات المختلفة والقريبة منها على
جوار ، ذلك يظهر من خلال المحادثات وطريقة التصرفات التي تنشأ عن إعجاب او حب الاخر
بكون ثقافته مختلفة وخلق علاقاات تشابكية مبنية على ترابط وتعاملات صرفة فيها أخد ورد
، إن شأن هذا الحب الذي خلق من اتساع الهوة بين الثقافات هو نفسه يدعوا الناس بشكل
غير ظاهر الى الاهتمام بأنواع شديدة التنوع والاختلاف .
إن طبيعة
العالم المعاصر الان عالم دو صبغة عولمية لا تترك هفوة لتجاهل الاسئلة الصعبة التي
ثثير التعددية الثقافية ، هذه التعددية تفرض علينا أن ننظر لها من زاويتين مختلفتين لكل زاوية ملمح أساسي:
فالملمح الاول
يزكي ويرقي التنوع والتعدد كقيمة في حد ذاته ، لكون ذلك يفرض بالضرورة الى فتح مجالات
جديدة. للعلاقات الانسانية والبحث في ذلك على ارقى نموذج ثقافي ، او التحيز من ثقافة
الى الثقافات الاخرى لبناء قوة اجتماعية واسعة
وشاملة وهذا يحتم على الفرد القبول واعتبار الثقافات الاخرى كونها تساهم في بناء هويات الافراد بشكل اختياري
وحر نسبي.
أما بخصوص
الملمح الثاني يركز على حرية التفكير وصناعة القرارات ، الذي يحفل بالتنوع الثقافي
ما دام الافراد المعنيين بالاختيار بقدر من الحرية قدر الامكان ، كون هذا الملمح يفرض
علينا سياقات خاصة لتقييم هذه الممارسات التعددية والتنوعية الثقافية اليوم ، لكن عموما
يمكن ان نستقي ذالك نظريا وعامة أن للافراد قابلية على الخوض في الثقافات المتنوعة
وقبولها بشكل غير مفروض عليهم كالمغرب مثلا
(تقافات اللباس ونوعيتها ، المأكولات وبعض المشروبات .......)، نلاحظ هناك تعددية تقافية
مقبولة ومعاشة ذلك نظرا للتعمق العولمة كما أشرت سابقا ، الى ويبقى الخلل هو كيفية
تصنيف هذا الخليط المتنوع من الثقافات داخل مجتمع واحد ، يمكن من خلال الوقوف عند الثقافات
الاصل الموروثة قديما خصوصا منها الدينية، وهذا يأصل الثقافة الأصلية ويكشف على الثقافة
الدخيلة ، وينظر الى الأولى كونها هوية غير مختارة وثابثة ، والثانية ننظر إليها على
أنها هوية مختارة .
اذا ما كانت
الاولى موروثا قديما يمرر عبر الاجيال وكونه لا يموت ، فإن الثانية حصيلة تفاعل مع
الاخرين ، وليس بالضرورة أن يكون التنوع الثقافي أن ينحصر في ثقافات خارج المجتمع قد
تكون في نفس المجتمع.
أن ذوي الهوية الغير المختارة لها أولوية آلية على
جميع الانتماءات الاخرى الخاصة بالسياسية والمهنية
والطبقة والنوع واللغة والاداب والمجتمع ، وعلاقات أخرى كثيرة، وينبغي أن نفهمهم بوصفهم
أشخاص لهم إنتماءات وعلاقات عديدة يختارون هم بأنفسهم أولوياتهم من ضمنها، فيكونون مسؤولين على بناء الاختيار المنطقي
، لكن هل ينيغي ان نقوم بإقامة عدالة التعددية الثقافية بمدى ترك الناس من خلفيات ثقافية
مختلفة في حالهم ، أم بالمدى الذي تدعم به قدرتهم على عمل أختيارات منطقية من خلال
الفرص الاجتماعية الخاصة بالتعليم والمشاركة في المجتمع المدني والعمليات السياسية
والاقتصادية الجارية في البلاد.
ختاما لا
يسعني القول أن الثقافة بين التعددية والحرية ، هي فعلا ضرورة من أجل الارتقاء بالعلاقات
الانسانية ، مدام فيها حرية فهي تضمن قبول الاخر ميكانيكيا وتحد من الصراعات العنصرية
وكاذا باقي مختلف التضاربات .
0 تعليقات