نص معرفة الغير باعتباره وحدة يرتبط فيها العالم الداخلي بالمظهر الخارجي - ماكس شيلر Max scheller.jpg

فيلوكلوب يونيو 24, 2019 يونيو 24, 2019
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A


نص معرفة الغير باعتباره وحدة يرتبط فيها العالم الداخلي بالمظهر الخارجي – ماكس شيلر Max scheller
تعريف ماكس شيلر
 ماكس شيلر Max scheller (1874- 1928) فيلسوف ألماني، اشتغل على فلسفة فينومينالوجيا هوسرل محاولا تطويرها.
النص
من المحقق أننا نعتقد بأننا ندرك مباشرة في ابتسامة إنسان آخر فرحه، وفي دموعه حزنه وتألمه، وفي احمرار وجهه خجله، وفي يديه المتوسلتين دعاءه، وفي حنان ناظريه حبه، وفي صرير أسنانه حنقه وغضبه، وفي حركة جماع يده المتوعدة رغبته في الانتقام، وفي كلامه نفس المعنى الذي يريد قوله...
وهكذا، فأنا لا أرى، مثلا، «عيني» إنسان آخر وحدهما ، ولكنني أرى أيضا أنه «ينظر إلي»، بل إني أرى أنه «ينظر إلي على نحو من شأنه أن يجعلني لا أرى أنه يراني». وهكذا أدرك أنه «يدعي» أنه يحس بشيء لا يحس به في الحقيقة وانه يقطع الصلة (التي اعرفها) بين حياته النفسية وبين «تعبيره الطبيعي»، ويضع مكان التعبير المحدد الذي تقتضيه تجربته النفسية، حركة تعبير مخالفة تماما. وهكذا يعلم أن الأشياء ليست كما يصورها أو يعرضها أو يصفها: في مقدوري، في بعض الظروف، آن آدرك كذبه مباشرة، وأن أباغت فعل كذبه، إن صح القول. أستطيع أيضا أن أقول لأحد من الناس بأدب | وصواب : «إنك تقصد أن تقول شيئا آخر غير ما تقوله، إنك تسيء التعبير»، أي أنني أدرك المعنى الذي كان يريد قوله وهو المعنى الذي لا يستقي طبعا من كلامه، وإلا لما استطعت تصحيحه وفقا للنية أو القصد الذي أنسبه لصاحبه ( ...)
لننظر الآن في شأن التأكيد الذي لا «نستطيع» ، بحسبه أن ندرك لأول وهلة سوى أجساد الأشخاص الآخرين وحركاتها.
إن أول ما ندركه من الناس الذين نعيش وإياهم، ليس هو أجسادهم (ما لم يتعلق الأمر بفحص طبي خارجي)، ولا أفكارهم ونفوسهم ، بل إن أول ما ندركه منهم هو مجموعات لا تنقسم ولا تتجزأ، ولا نسارع إلى تجزئتها إلى شطرين، أحدهما مخصص للإدراك «الداخلي» والآخر للإدراك «الخارجي». بوسعنا أن نتوجه، بكيفية فرعية، نحو الإدراك الخارجي أو نحو الإدراك الداخلي. ولكن هذه الوحدة الفردية والجسدية «المعطاة» لنا في المقام الأول تمثل، قبل كل شيء، موضوعا يكون في ذات الوقت في متناول الإدراك الخارجي والإدراك الداخلي: الواقع أن هذين المحتويين يتعلق أحدهما بالآخر ويترابطان برباط جوهري يستمر ويبقى حتى حين أحاول أن أدرك نفسي، ويستقل عن كل ملاحظة وعن كل استقراء.
 Max scheller , Nature et formes de la sympathie , trad , M .  Lefebvere , Payot , 1971 pp . 353 355
النص مأخود من مقرر الفلسفة (الفكر الإسلامي والفلسفة) ، طبعة 2006-2007 . و يمكن توظيفه بخصوص  مفهوم الغير – إشكال معرفة الغير. 

شارك المقال لتنفع به غيرك

فيلوكلوب

الكاتب فيلوكلوب

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

8258052138725998785
https://www.mabahij.net/