الحاجة إلى الانثربولوجيا في نقد الثقافة بقلم نشاط ياسين فيلوكوم PHILOKOM

فيلوكلوب يونيو 11, 2019 يونيو 15, 2019
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A

للنشر على الموقع أو للتبليغ webphilokom@gmail.com
  •             الحاجة إلى الانثربولوجيا في نقد الثقافة.        
  •   بقلم : نشاط ياسين .



  إن راهنية الوضع الحالي بالمغرب لا يمكن الحسم فيه من جانب واحد ، وإنما من عدة أبعاد ، لكن اذا ما أردنا أن نتفصل في هذا الوضع وخصوصا فيما يخص او ما يتعلق بالمجتمع أساسا ، واذا ما تمعنا فيه ستجد ان البعد السياسي هو الذي له راهنية كبيرة في تشكيل او تأطير الاوضاع في المغرب، والذي من خلاله نرى كيف يجتمع الناس او يتفقوا حول أهداف معينة، وبالتالي قد يكون المغرب في حالة مدنية منظمة ودقيقة ، التي من شأنها أن تخلق تغيرات إجتماعية عظيمة،  ومنابع هذه التغيرات ، يكون منها ما هو اقتصادي ،،،، ومنها ما ينتج عن إدارة الدولة التنظيمية ، إلا أن البنية السياسية للدولة المغربية في تراجع الى الخلف والتخلف


            حيث أن المجتمع المغربي عرف تطورا ومقاربة العصر والعصرنة على مستوى الثقافي والاجتماعي واشكال التنظيمات ، لكن فيما يخص الهيكلة او البنية  السياسية لم تعرف تطورا كبيرا ، هذا ما سيجعل الكائن المغربي يحس بالانسحاب وعدم الجري الى  التقدم ، وهذا ما نشاهده في الاوساط الشبابية ، وخصوصا أصحاب الكفاءات والخبرة ...، إلى هنا يمكن القول بأن هناك المجتمع وهو في تقدم ، وهناك  تنظيمات سياسية رسمية وأخرى غير رسمية (المجتمع المدني ، الاحزاب ، النقابات..)، تتخبط بالممارسات لكنها غير قادرة على تعقب او إدراك التغيرات الثقافية والاجتماعية التي تسود.  


  لذلك كان شأن الدراسات الانتروبولوجيا  التي اعتمدت المنهج الإنقسامي كأداة التحليل والبحث في جوهر والاصول التاريخية  الاجتماعية والثقافية  للنظام السياسي بالمغرب ، (والذي كان عبدالله حمودي من ابرز مفكرين الذين وجهوا نقدا لهذه الدراسات).


   لان النظرية الإنقسامية فقط تفسر بنية الانسان وما يقوم به من أفعال  لا شعورية لكونها دائما ترد سلوكات الانسان الى بنية لا يحس بها
    حقيقة هناك بنية ، إلا أن في المجال الإنساني لا يمكن جزر معالم استشرافات المستقبل ، وبالتالي فالبنية وحدها غير كافية كعنصر للتفسير ، والتمثل والبناء النظري يختلف بإختلاف طبيعة المجتمعات وطريقة تفكيريها .

         الا هذا الأمر قد يحصل بكيفية منظمة ومتسلسلة متلاحقة عبثيا ، او على العكس من ذلك يحصل بكيفية عشوائية شبه منظمة ، وذلك لا يأتي إلا في جهاز او قالب علمي مبني على العقلنة، الى ما ذلك نجد مجتمعات أخرى يحصل فيها تنبأ بالمستقبل بكيفية تنظيمية رشيدة عن طريق مؤسسات خاصة لتنمية العلوم الاجتماعية والانسانية ، لكن ليس دائما ينبغي أن نفسر اعمال الانسان بنيويا كما نفسر عمل الحيوان هذا على حد تعبير *عبدالله حمودي* ، الى أنه في أخر المطاف العمل الانساني يأتي مبنيا على نظرة تفهمية تأويلية من خلال المحيط ، وكأنه بمثابة رد فعل يكون مسبق لما سيقع بعده


   هذا الاخير لا يتقابل مع منظور الفيمينولوجيا (الظاهراتية) في علم الاجتماع ، هذا ساعده في دخول الى منهج مخالف للانقسامية في الأنثروبولوجية ، حيث يمكن فهم الواقع الثقافي والاجتماعي انطلاقا من الاحتكاك بالواقع المعيش ، ففي العالم القروي سكانه يناقشون دائما حول أدبيات العلاقات ، بما في ذلك فئة الفلاحيين اللذين لا يجيدون لا القراءة ولا حتى الكتابة، هناك تواصل دون قلم ، لهذا لا يتوجب علينا ان تنظر اليهم نظرة ألية، لان للانقسامية تصف الناس وكأنهم على حافة التقليد الاعمى .


      أقام حمودي دراسة ميدانية بهذا الصدد ، ففوجئ بحضور وأهمية الذاكرة  التاريخية سواء شفوية كانت أو كتابية ، في حين كان يزور بعض الخيام والبيوت لا أثر ظاهرا فيها لا القراءة ولا الكتابة ، لكنه كان يجد لدى اصحابها روايات عريقة ومحكمة بالإضافة إلى وثائق مكتوبة (مؤلفات دينية، رسائل رسمية ...الخ)، وبالتالي اتضح له ان البنيوية كانت مطروحة عند الانثروبولوجيين لا علم لهم بالتاريخ ، أجل. وحينما يتجاوز ويتجاهل الباحث ذاكرة المجموعات البشرية يستحيل عليه ان يرصد او يتنبأ بمستقبلها
   
     ختاما يمكن القول بأن هناك مجهودات نسبية ملحوظة للتوجه نحو بناء مجتمع جديد ، لكنه نلاحظ استمرار تواجد بنيات المجتمع القبلي، وهنا نتساءل فبنيات هذا المجتمع القبلي ما الذي يمكن أن نساهم به في تطوير المجتمع المغربي؟

شارك المقال لتنفع به غيرك

فيلوكلوب

الكاتب فيلوكلوب

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

8258052138725998785
https://www.mabahij.net/