المرأة بين العبودية و التحرر في الإسلام.
------------------------------------------
مقال بقلم الطالب: يوسف محسن
------------------------------------------
بداية أود
أن أشكر الله سبحانه و تعالى إلى أن وفقني لكتابة هذا المقال، و تطفلا مني على هذا
الموضوع الأكثر حساسية من غيره كيف لا هو يناقش الكائن الأكثر غموض و هو المرأة. كتب
فيه الشعراء و الأدباء و الفلاسفة و المفكرون و رجال الدين.... كل من زاويته، إذ تعتبر
المرأة عموما كائن معقد للغاية إذ تتداخل فيه مجموعة من الزوايا كالفلسفة، و الدين
و الأخلاق و الجنس... ولا يمكن إكتمال فهمها إلا بإجتماع كل الزويا مما يجعل الأمر
مستحل تمام الإستيحال.
وفي مقالاتي
هذه،سنتحدث عن ذلك الصراع الجنسي الثنائي القائم مند الأزل و سنبرز كيف كان الحال بالنسبة
للمرأة قبل و بعدا الإسلام و سنعمل أيضا على إعطاء نمادج بعض النساء المسلمات اللواتي
خلد التاريخ أسماءهن.......
مند الأزل
و بالضبط عندما خلق الله الإنسان في شخص آدم عليه السلام، فجعله في فضاء خصب وواسع
تتوفر فيه جميع شروط الحياة السعيدة، و رغما ذلك إستوحش آدم المكان، فخلق الله له خلق
من ضلعه لم يتعرف عليه آدم بداية ولكن ألفه من بعد و سكن إليه و تخده رفيقا، هذا كائن
هو المرأة و هو موضوع حديثنا. فبذلك أراد الله أن يقول لنا بأن المرأة هي قطعة من الرجل
و جزء منه، و عاش آدم و رفيقته جنب إلى جنب، لتخطيا الصعاب و العقبات معا و يختبرا
معا سالكين نفس الطريق مرورا بالخروج من الجنة نزولا إلى الأرض و إنشاءا للنسل و الذرية
و من تم وجود البشرية إنطلاقا من رجل و إمرأة، مما يدل على أن المرأة هي نصف الرجل
و نصف المجتمع و جزء من الكون الذي يتكون في مجمله من ذكر و أنثى، و مع مرور الوقت
إستطاع الرجل الأخد بزمام الأمور ليس لكونه الأذكى بل فقط لأنه الأقوى و الحياة في
تلك العصور إتسمت بالقوة و أكثر من الإحتكام إلى العقل،و من تم فرض قوانين تمجد للعنصر
الذكوري على نظيره الأنثوي في مختلف مجالات الحياة ،و إستحكم قبضته عليها فسارت تحت
السيطرة المطلقة.
و في العصور
القريبة من ظهور الإسلام، كانت المرأة قد وصلت إلى الدرك الأسفل من الإهانة و الذل
و الهوان و العبودية، و أعتبرت خلال تلك الفترة مجرد شئ كباقي الأشياء و وظيفتها الوحيدة
هي تلبية الغرائز الجنسية الحيوانية الوحشية للرجل، إذن فهي كانت مجرد وسيلة للمتعة
و التسلية لا غير، و كانت أيضا تورث كباقي الموروثات المادية، بل في عهد بعض الأسر
الفرعونية كانت تدفن المرأة حية مع زوجها إيمانا منهم أنها ملك خالص له. و في الجاهلية
و هي الفترة التي قبل الإسلام كانت هناك عدة ظواهر تكرس العنف ضد المرأة و أبرزها،
ظاهرة الوأد التي كانت تجعل من فتاة ضحية للميز الجنسي العنصري، و كانت المرأة وصمة
عار على كل رجل، فقط لأنها تنتمي إلى الجنس الأخر الذي ليس أنا، و لكي لا نكون مجحفين
في حق الرجل كإنسان له عاطف و إحساس و غريزة الحب أيضا. كان هنا رجال يكرمون المرأة
و ينجزون الشعر في حقها عرفانا و تقديرا و إكراما لها، حيث كان بعض الشعراء يمدحون
بناتهن و زوجاتهن.....
و قبيل الإسلام
كان هناك ندموجا إستثنائيا يستحق التدريس و يتسحق أن يكون قدوة لكل النساء، و هو *السيدة
خديجة* رضي الله عنها، لقد برهنت بكل المقاييس على أن المرأة لا تقل أهمية عن نظيرها
الرجل في جميع المجالات. كما هو معروف لقد كانت تاجرة ة كانت صاحبة عقل راجح و عمل
ناجح، ولقد إختارت محمد إبن عبد الله عليه أفضل الصلوات و خطبته لنفسها، و هذا إن ذل
فإنما يذل أن للمرأة إرادة و حرية في الإختيار و التعبير و الحب....... هذه الإرادة
نفسها جعلت المرأة تجرج شيء فشيء من العبودية و الخضوع الغير المبرر للرجل.
لتأتي تلك
اللحظة المفصلية التي ستظل بمثابة لحظة خروج المرأة من العبودية و القيد إلى رحاب أوسع
و هو رحاب الإسلام و عبادة رب العباد و هنا إنتقلت العبودية من الأرض إلى السماء. و
عند بداية نزول الوحي كان أول مساند للرسول هي زوجه جديجة، حيث أخدت بيده و هدأت من
روعه و سكنت نفسه إليها و رتاح في حضنها، لتكون بعد ذلك أول من دخل الإسلام، و هذا
فخر للنساء أن أول من دخل الإسلام هي إمرأة، فهن سباقات لهذا الدين، فكان الإسلام بمثابة
ذلك المخلص الذي أعاد للمرأة أنوثتها و كيانها كإنسان، لتتوالى الهدايا و البشائر من
السماء إلى المرأة و إحياء دورها الفعال في المجتمع المفقود مند بعيد زمن.
كفى المرأة
شرف أنها تحت وصاية الرجل، و كفى الرجل فخرا أن رسولنا الكريم من أوصاه بذلك.
في البداية
كان الإسلام ضعيفا، فظهرت نساء مقاومات مرابطات ساهمن في بشكل كبير في تقوية هذا الدين
ليكون للمرأة دور هام في الإسلام أيضا، و على رأس تلك النساء السيدة السيدة خديجة،
التي ضربت أروع الأمثلة للمرأة العاملة المجدة المجتهدة الراغبة و الطموحة، فهي أفضل
من نصر هذا الدين و وجودها لا يضاهيه وجود رجل، و بعد ذلك السيدة عائشة و أم السلمة
أكثر إمرأة رواية لحديث رسول لله و روث حوالي 158 حديثا، فخلفت هذه النساء جيلا من
الصحابة و التابعين و تابعي التابعين، وأيضا السيدة النعم بنت عبد الرحمان الحرانية
والدة العالم الجليل إبن تيمية و الذي تربى في كنفها بعد موت والده، و كذلك خلد التاريخ
إسم فاطمة الفهرية صاحبة أول جامعة في العالم جامعة القرويين، و الخنساء......
إنه حقا يستدعي
الفخر أن تكن أمهاتنا بهذه المواصفات فضلا عن كونهن نساء يجب الإقتداء بهن.
بدأنا من
عبودية المرأة لنعود إليها من جديد لكن بشكل متطور و حضاري معاصر بتقنيات تخفي المعنى
الجوهري للعبودية، حيث أصبحت المرأة تعيش ما يسمى بالعبودية المتحررة، فلقد أصبحت خاضعة
للمجتمع الذكوري بطريقة و تقنيات تزيل عنها حجاب الكرامة و تجعل منها كائن مجردا من
كل القيم و المبادئ، حيث أصبح جسد المرأة أرخص ما فيها و وسيلة للإشهار و لبيع المنتجات
المادية، و أصبحت المرأة راقصة و الرقص هو وسيلة من وسائل الإثارة الجنسية، فبذلك أصبحت
وسيلة و ليس غاية.
و ذلك المرأة
المسلمة التي إتخذت من الإسلام سلما للصعود سابقا، لقد تخلت عنه و إنساقت مع تيار عولمة
العبودية و جعل كل نساء العالم تحت غطاء عبودي موحد، و تخلت عن أشرف وظيفة أعطاها إياها
الإسلام هي مربية الأجيال فلا عجب أن نرى الأجيال الحالية بهذا المستوى التربوي، فلقد
غابت المربية، فصلاح المرأة حتما يساوي صلاح المجتمع، و فسادها يؤدي إلى فساد المجتمع
دون شك.
كيف يمكن
إذن إعادة المرأة إلى توهجها و إلى مكانتها الإسلامية الصحيحة و من تم إعادة الأمة
إلى المسار
ختاما شكرا لكم على قراءتكم دعمكم و تشجيعكم و لنا عودة، مع موضوع المرأة من
جوانب أخرى إن شاء الله بإعتبارها كائن مركبا سنعمل على دراسة جوانبها تدريجيا و الله
المستعان
0 تعليقات