الهوية والإرادة (الإرادة أساس هوية الشخص) أرثور شوبنهاور Arthur Schopenhauer

فيلوكلوب أغسطس 01, 2019 أغسطس 01, 2019
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A


نص الهوية والإرادة (الإرادة أساس هوية الشخص) أرثور شوبنهاور Arthur Schopenhauer

تعريف آرتور شوبنهاور Arthur Schopenhauer
 أرثور شوبنهاور فيلسوف ألماني، تلميذ لكانط، عاش بين سنتي 1788 و 1860م، من مؤلفاته: "العالم كإرادة وكتمثل"، "معنى المصير"، "أسس الأخلاق"

النص
على ماذا تتوقف هوية الشخص؟ ليس على مادة جسمه، فإن هذه تتجمد في بضعة أعوام، وليس على صورة هذا الجسم، لأنه يتغير في مجموعه وفي أجزائه المختلفة، اللهم إلا في تعبير النظرة، ذلك أنه بفضل النظرة نستطيع أن نتعرف شخصا ولو مرت سنوات عديدة...
وباختصار فإنه رغم كل التحولات التي يحملها الزمن إلى الإنسان، يبقى فيه شيء لا يتغير، بحيث نستطيع بعد مضي زمن طويل جدا أن نتعرف عليه، وأن نجده على حاله، وهذا ما نلاحظه أيضا على أنفسنا. فقد نشيخ ونهرم، ولكننا نشعر في أعماقنا أننا مازلنا كما كنا في شبابنا، بل حتى في طفولتنا.
هذا العنصر الثابت الذي يبقى دائما في هوية مع نفسه دون أن يشيخ أو يهرم أبدا، هو عينه نواة وجودنا الذي ليس في الزمان. وقد يرى الناس عامة أن هوية الشخص تتوقف على هوية الشعور، فإذا كان نعني بهذا الذكرى المترابطة لمسار حياتنا، فإنها لا تكفي لتفسير الأخرى (أي هوية الشخص)، وليس من شك أننا ما نعرفه عن حياتنا الماضية قليل. فالحوادث الرئيسية... محفورة في الذاكرة، أما الباقي فيبتلعها النسيان، وكلما هرمنا توالت الحوادث في حياتنا دون أن تخلف وراءها أثرا.
ويستطيع تقد السن أو المرض... أن يحرمنا كلية من الذاكرة، ومع ذلك فإن هوية الشخص لا يفقدها هذا الاختفاء المستمر للتذكر. إنها تتوقف على الإرادة التي تظل في هوية مع نفسها، وعلى الطبع الثابت الذي تمثله .
آرثور شوبنهاور، العالم بوصفه إرادة وتمثل، ترجمة بوردو، م.ج.ف، 1966، ص943


شارك المقال لتنفع به غيرك

فيلوكلوب

الكاتب فيلوكلوب

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

8258052138725998785
https://www.mabahij.net/