قراءة في كتاب "انثربولوجيا التربية"
لــ كريستوف وولف
بناني بقلم الطالب الباحث: منعم
يشكل
كتاب "انثربولوجيا
التربية" لـ كريستوف وولف، مدخلا لفهم العملية
التربوية من منظور معاصر، الأمر الذي دفع المؤلف إلى العودة إلى تاريخ التربية،
وهي عودة من أجل استلهام النماذج الحية التي تُمكن من استشراف بمستقبل التربية؛ وليست عودة من أجل تمجيد
الماضي وجعله يتفوق على الحاضر والمستقبل، عودة تتوقف بالأساس على قراءة تاريخ
التربية قراءة نقدية (بالمعنى النيتشوي)، تتطلب تفكيكا للنصوص التي تم انتاجها في
مجال التربية ، (والتفكيك هنا يجب أن يؤخذ المعنى الذي اعطاه "دريدا"
لهذا المفهوم)، وذلك منذ عصر روسو على الاقل.
وبهذا
الصدد يرى "وولف" أن الأنثروبولوجيا
التربوية تعمل وفق سياق مزدوج من التاريخ والثقافة، فهي تعمل من جانب على كشف
المعرفة، وتعمل من جانب آخر من أجل أولئك الذين يعتمدون على المعرفة التي يتم
انتاجها ضمن سياق معين، وإن هذا الازدواج بين التاريخ والحضارة يجعل المحتوى
الواقعي للأنثروبولوجيا أمرًا نسبًيا، إلا أن الارتباط المستمر بالزمن يؤدي لظهور
وجهات نظر جديدة تؤكد على حقيقة مفادها، وهو انعدام وجود شيء صحيح بحد ذاته وبشكل
مطلق ومنفرد؛ وإنما يؤكد على وجوب اعتبار المعرفة على انها دائما متعلقة بسياق
معين.
تشكل أنثروبولوجيا التربية اليوم، في نظر
"وولف" مجالا مهمًا في التعليم، إذ تتّسم بالتنوع والتعدد، حيث لا يمكن
لأية نظرية تربوية الادعاء بأنها تستطيع، وبشكل منفرد إنتاج المعرفة الأساسية
اللازمة للتعليم، وينطبق ذلك أيضا على علم الانثروبولوجيا الذي لم يعدّ هنالك وجودا
لما يُسمى بالأنثروبولوجيا المعيارية التي تعتمد على الحقيقة الشاملة
للأيدولوجيات، وإنما العكس؛ فالمعرفة الانثروبولوجية بشكل عام هي بالضرورة معرفة
متعددة ومتغايرة، ولذلك فان علم الانثروبولوجيا التربوي مقيد بأن يكون نسبيًا
جزئيًا، وانتقاليًا محدداً. وتتمثل مهمة أنثروبولوجيا التربية في تحليل وتنظيم
وإعادة تقييم ثم إنتاج المعرفة الصادرة عن علوم التربية، وأيضا تفكيك المفاهيم
التربوية من منظور انثروبولوجي، وقد ينطوي هذا الأمر على تفكيك مفهوم روسو للتعليم
السلبي، ومفهوم بستالوتزي للتعليم الأساسي، أو رؤية همبولدت تجاه التعليم العام
للفرد، حينها إذن قد تُكشف وجهات النظر الانثروبولوجية عن أبعاد جديدة للمشكلات
القديمة، وعليه فإنه يمكن تفحّص السياقات التاريخية من خلال منظور جديد، يسمح بخلق
نقاط مرجعية جديدة للفكر، والعمل التربوي.
لطالما ارتبطت تصورات التنشئة والتعليم عبر
التاريخ الحديث بشكل عميق مع النظريات المتعلقة بتطوير الإنسان، وقد تم الإشارة
إلى برنامج التعليم الحديث - الذي يتحدّى التصور الذي يمكن من خلاله جعل الإنسان
كاملًا- ويظهر ذلك في الكلمات التي قالها كومينيوس : " الفن الكامل لتعليم
جميع الأشياء لجميع الأفراد"؛ فالغاية من حلم التعليم هو التغلّب على ما لا
يمكن تطويره، أو تعلمه، ألا وهو الأرومية المتجذرة في الطبيعة البشرية، التي لا
يمكن تقويمها، وتسبب صفة المثالية للحلم إطلاق طاقات هائلة، والتي قد تؤدي أحيانًا
للتضحية بحياة أطفال وشباب من أجلِ الرؤية المنشودة، وبالتالي تحول الحلم إلى
كابوس. فالحلم المتعلق بجعل البشر كاملين من خلال التعليم، هو حلم يتسّم به الزمن
المعاصر، ومن هنا يبرز السؤال المتعلق بأهمية الخيال لكل من المجتمع والفرد،
فالبشر يحتاجون للأحلام والمثالية حتى يتطوروا، وفي ضوء هذه المرونة فإن كل فرد
يحتاج لأن يتخيل ماذا أو كيف سيكون، ويضطلع التعليم بدور مصيري عليه أن يؤديه في
هذه العملية.
في بداية الزمن المعاصر، قام كومنيوس بإنشاء
مثالية تتركز على هدف رئيسي، وهو جعل الإنسان كاملًا: يجمع الفن الكامل في تعليم
كل الأشياء لكل البشر، وخلال مسار التاريخ التربوي أصبح هذا الحلم، وبشكل دائم
موئلًا يعود إليه، وحتى لو كانت مثاليات كل من روسو وبيستالوتزي وشلايرماخر مختلفة
نوعًا ما، ومع الأهمية والضرورة التي تبديها هذه المثاليات، إلا أنها قد تتحول
أحيانا الى كوابيس، وإن الصعوبة التي تكمن في فهم الأحلام، قد أظهرت أن مهمة تغيير
الإنسان ليست بتلك السهولة.
بهذا فإن الحلم التعليمي يُعدّ ضروريا كضرورة
التعليم ذاته، ولكن السؤال يبقى مفتوحًا فيما يتعلق بماهية الأحلام التي يتوجب
الحلم بها، وما هي الأشكال التي يجب إنجازها في مجتمع معين وفترة تاريخية معينة؟
يدور الحلم حول واقع الحياة والتعليم؛ فالحلم يكمل الحقيقة، ويصححها، ويعمل على
إشباع رغباتها التي لم تُلبى، كما أن الحلم يخترق الواقع، ويراوغه، فهو يحدث
تعديلات مغايرة للحقيقة، وللبدائل.
تشكّل
كل من المقاومة والعناد البشريين إحدى العناصر الأساسية للتعليم، وهذا الأمر يشكّل
نقطة البداية الأنثروبولوجية لهمبولت، حيث يطمح همبولت نحو كمال الفرد، فمن وجهة
نظره يرى أن الشخصية المميزة للفرد التي تعزى لتاريخيتها، وحضاريتها، يجب أن تكون
في صلب التعليم الحديث. ومن خلال التأكيد على حقيقة أن الفرد له شخصيته الخاصة
التي لا يمكن له الهروب منها. فإن همبولت يعتبر أن الحرّية والإرادة الحرة تشكلان
عوامل تأسيسية في العملية التعلمية، ولا يضع همبولت الدولة أو المجتمع في صلب
نظريته المستندة على الأنثروبولوجيا، بل يضع الفرد بخاصيته المتفردة، باحتياجاته
المحددة، ووجهات نظره وقدراته. كما يرى هومبولدت بأنه يجب على الدولة أن تحد من
رغبتها في السيطرة على المجتمع وفق توجهاتها، ويزداد هذا الامر ضرورة عندما لا
تكون الدولة في وضعية تمكنها من استيعاب تنوع وتعقيدات الحياة الاجتماعية
والمجتمعية بشكل كافٍ، ولا يمكن تحقيق المساواة والحرية للأفراد إلا من خلال الحد
من سلطة الدولة فقط، ويعد الحد من سلطة الدولة شرطًا مسبقًا وضروريًا لتشكيل
التنوع، وتحقيق المجتمع. ويتيح الحد من سلطة الدولة التعليم الشامل للأفراد أيضا،
مما يؤدي إلى نشوء النزعة الفردية، وهذا يعطيهم القدرة على التخطيط والمشاركة في
السياسة العامة، لذلك لم يعد الغرض من الدولة هو الدولة نفسها، بل رفاه أفرادها.
ولم يعد من الممكن في المجتمعات الحديثة تحديد ذلك من خلال الأهداف الجماعية
المفروضة على المجتمع ككل، فبدلًا منه، يجب على الأفراد أن يضعوا أهدافهم الخاصة
ويعملوا على تحقيقها وبالتالي، فإن التنمية الاجتماعية تعتمد وبقدر كبير على تعليم
أفراد المجتمع، كما أنها تتيح لهم إنشاء مجال للتنمية تمنحه إياهم الدولة.
إن عمليات التعليم التي يتم فهمها بهذه
الطريقة هي عبارة عن عملية محاكاة؛ فهذه العملية لا تعني التقليد فقط، وإنما تعني
أيضا "المحاكاة" و"التمثيل" و"التعبير". وإذا تم
التحدث عن صفة المحاكاة للعديد من عمليات التعليم، إذن فعملية المحاكاة لا تقتصر
على الفن والكتابة وعلم الجمال. وبحسب همبولت، تلعب قدرات المحاكاة دورًا في جميع
مجالات الخيال البشري، والفكر والكلام والعمل، وتمثّل شرطًا لابد منه لربط الأنا
الخاصة بالفرد مع العالم، وتساعد المحاكاة في توسع الفرد واندماجه في العالم
الخارجي، وتعمل قدرة الفرد على الاندماج مع عوالم خارجية على خلق طاقة موجهة
للخارج، الأمر الذي يعد سمة من سمات الحياة البشرية.
وبالنسبة إلى همبولت، فإن إنشاء المجال
الخارجي يعني في الوقت ذاته خلق عالم داخلي، الأمر الذي يشكّل التعليم، وهنا يعد
التعليم ذا صفة محاكية ما دام أنه لا يسعى للسيطرة، بل لتشكيل نقاط قوة للفرد في
مواجهة عوالم خارجية تكون خالية من السيطرة. وفي أخذ العوالم الخارجية، فإن عملية
المحاكاة تقود إلى استيعاب الأجنبي. وبالتالي، يصبح العالم الخارجي عالمًا
داخليًا، يستخدم الفرد قدراته على المحاكاة لكي يتوسع نحو ما هو غير مألوف، ودمجه
في عالمه المكون من الصور والأصوات والخيال. وبالتالي، يصبح حينها العالم الخارجي
عالمًا داخليًا، ويشكل هذا التحول العمليات التعليمية، التي يتم إنجازها من خلال
نقل العالم الخارجي عبر الصور، ومن خلال ضمه في العالم الداخلي للفرد، ثم تقوم بعد
ذلك القدرة على التخيل بربط هذه الصور مع الذكريات، وصور العالم الداخلي للفرد،
إضافةً لرغباته وغيرها من الأفكار، كما يساعد تصور ما هو غريب وغير مألوف الخارج
لأن يصبح جزء من المجال الداخلي للفرد، ومن خلال هذا الربط لعملية المحاكاة، ينكشف
العالم للفرد، وينكشف الفرد للعالم، فعن طريق اندماج الذكاء مع العالم يتشكّل
تعليم الفرد.
هكذا يرى وولف أن عمليات المحاكاة تؤدي
دورًا مهمًا في التعليم والتنشئة الاجتماعية، وكذلك في تشكيل الحياة الاجتماعية
بشكل عام، ويمكن أن يظهر ذلك بالإشارة إلى إنشاء وإبقاء، وتعديل الإيماءات
والطقوس، التي تمتلك أهمية بالغة في تماسك المجتمعات الحديثة أكثر مما هو متوقع في
كثير من الأحيان. هذه الايماءات والطقوس التي هي من بين الممارسات الاجتماعية لها
دور مهم في خلق التوجيه والنظام خاصة في المجتمعات التي تعرف التنوع الثقافي
والعرقي مثل أوروبا وامريكا اليوم، حيث تلعب الطقوس والإيماءات دورًا مهمًا في هذه
الممارسات الاجتماعية، ويبقى السؤال بطبيعة الحال عن كيفية إنتاج ما هو اجتماعي من
خلال الإيماءات والطقوس؟ وما هو الدور الذي تلعبه الطقوس والإيماءات في التعليم؟
إن
الإيقاعات والإيماءات والطقوس هي بعض العوامل التي يتم استيعابها من خلال الإدراك
الحسي، والتكيف ضمن المعرفة العملية للشخص المحاكي، ويتم فهم التطور الجسدي
والسلوك والاستجابات للفرد، ويتم تذكرها كصور ونغمات وتسلسل للحركة، فهي تصبح
جزءًا من المكتبة الداخلية للفرد المكونة من الصور والأصوات والحركات، والتي يمكن
استخدامها في الحياة عندما يتم دمجها حديثًا من خلال التحولات النشطة للخيال، ومن
خلال هذه المعالجة المحاكية، يصبح من الممكن توسيع، أو تمويه السلوك أو الأعمال
الغامضة، أو المتناقضة السابقة. وبالتالي، فإن مفهوم المحاكاة هو القدرة على
استيعاب ودمج، وتقديم وترتيب الإيماءات والطقوس في سياق اجتماعي جديد.
هكذا تؤدي الإيماءات دورًا مهمًا في العملية
الحضارية، وفي ترويض ذات الإنسان، وتضع معظم المؤسسات الاجتماعية مجموعات محددة من
الإيماءات؛ فالمطالب التي تفرضها تلك المؤسسات الاجتماعية على استخدام إيماءات
محددة في سياق مؤسسي يجبر الفرد على التصرف بطرائق معينة، ولأخذ مثال لذلك، يمكن
النظر إلى الإيماءات في عالم الأديرة، إذ كان على المبتدئ أن يلغي الإيماءات
اليومية من حياته العلمانية، وأن يحل محلها مجموعة من الإيماءات المكتسبة حديثًا،
والتي تؤهله للمهام، وطريقة حياته الجديدة، فمن خلال الحصول على هذه الإيماءات
المحددة يتحول المبتدئ إلى راهب، وأثناء عملية التحول، يغير أجزاء مهمة من شخصيته،
ويتحول إلى فرد جديد؛ فأداء الإيماءات الجديدة ليس تغييرًا سطحيًا، وبما أن هذه
الإيماءات الجديدة تعبر عن دمج القيم والمواقف والمشاعر الجديدة، فإنها يمكن أن
تُفهم على أنها علامات على تغيرات عميقة، ومن خلال تعلم لغة إيمائية جديدة، يصبح
الفرد جاهزًا لحياة جديدة.
تعتبر الطقوس الصغيرة محط الدراسة، وذلك عندما
يتعلق الامر بإعادة بناء عالم المدرسة اثنوغرافيا، حيث يجسد الطفل هذه الطقوس عن
طريق أدوار متعددة ومختلفة داخل المدرسة، من بينها الدور الذي يقوم به الطفل مع
أصحابه باعتباره نوعا من الطقوس، والدور الاخر الذي يقوم به مع الأطفال في الصف،
وهو ينتقل ذهابا وايابا بين كلا الدورين الى جانب دور اخر وهو التحول من وقت
الفراغ الى وقت الحصص الدراسية، كل هذه الأدوار تمثل في حقيقة الامر طقوسا داخل
المؤسسة المدرسية، حيث يطور الأطفال والتلاميذ من ثقافتهم الجماعية بشكل كبير
أثناء اللعب مع زملائهم أو اصدقائهم فيتم تجسيد العديد من الألعاب في الممرات
المدرسية. بالإضافة الى ان الرحلات المدرسية والتي تعد في حد ذاتها من أفضل الطقوس
التي يمارسها الطلاب في المدارس وتعتبر من انجح الوسائل في العملية التعليمية لجذب
انتباههم وتحسن من نموهم العقلي والذهني. وعن طريق هذه الطقوس يتشكل الحس
الاجتماعي بطريقة أدائية لدى الطلاب في الحياة المدرسية اليومية خاصة في التحول
بين وقت الفراغ الى وقت الدراسة، فبواسطة هذا التحول تنتقل الأحداث من داخل واحد
الى الاخر. تكمن هنا المواقف والسلوكيات المختلفة للأطفال وحالات رئيسية متنوعة من
الانشطة المدرسية والتي يكون لها سلاح ذو حدين؛ فإما ان يكون لهذه الطقوس دور
ايجابي في خلق التماسك والترابط الاجتماعي، واما دور سلبي ينتج عنه التفكك وانهيار
القيم التي توحد المجتمع والأفراد داخل نسق اجتماعي معين.
من خلال ما سبق، يمكن القول ان الطقوس في
الحياة المدرسية تلعب أدوارا مهمة في بناء شخصية الافراد وتقوية مواقفهم اتجاه
الآخرين ، بالإضافة الى مساهمتها بشكل فعال في احداث وخلق التماسك الاجتماعي. كما تلعب
عمليات المحاكاة دورا فعالا في إنتاج أنواع مختلفة من الصور، ولا يمكن إغفال الدور
الذي يقوم به الخيال أيضا في هذه العملية ، حيث تسمح عمليات المحاكاة بتطويع
المحتوى البصري للصور إلى حدّ ما، وإدماجها في العالم الخاص لأحد المكونين : الصور
والخيال؛ فهي تعطي دفعة للصور الداخلية والخارجية التي تلعب دورًا أساسيًا في
التعليم والتكيف الاجتماعي، ولأفعال الفرد أيضًا، وبالأسلوب نفسه كما حدث في فترة
السبعينيات، عندما تم التأكيد على أهمية اللغة في كافة المجالات التعليمية
والعلمية والثقافية، ففي الوقت الحالي، بدأ الفرد يدرك أهمية الصور والتخيل. وهنالك
حديث عن منعطف رمزي، فنتيجة لظهور وسائل إعلام جديدة، أصبحت الصورة تمتلك أهمية
كبرى و بشكل غير مسبوق، خاصة فيما يتعلق بتوحيد دول الاتحاد الأوروبي وبالعمليات
التي تتعلق بالعولمة. ومع هذه التطورات الاجتماعية والسياسية، أصبح التعليم يواجه
تحديات جديدة، فوجودها لم يُعد مقتصرًا على الدولة القومية، فحرية الحركة للأفراد
من مختلف الأمم الأوروبية ستزداد نظرًا للتطورات التي طرأت على الاتحاد الأوروبي،
مما سيؤدي إلى نشوء عمليات هجرة مكثفة، وفي تلك الحالة، سوف تتفاقم المواجهة بين
أفراد من ثقافات مختلفة، وستكتسب الأسئلة عن العنف، وعن كيفية التعامل مع الفروقات
الشخصية للذين ينحدرون من ثقافات مختلفة، أو ما يُسمى بالآخر، أهمية متصاعدة، كما
ستطرح مواضيع تتعلق بعولمة التعليم، فالتعليم الذي يأخذ بالحسبان مثل هذه التطورات
هو التعليم المتعلق بالتفاعل الثقافي، ولذلك فإنه يمثّل تحديًا للتعليم القومي،
وللتعليم الذي يستند على الثقافة الأحادية.
بهذا يرى
"وولف" في التعليم مهمة للتفاعل الثقافي، يأخذ بالحسبان كافة الأشياء المشتركة
والمختلفة بين الأمم الأوروبية والثقافات؛ فالطريقة التي سيتم فيها التعامل مع هذه
الاختلافات ستحدد مستقبل تطور القارة الأوروبية، ومن الأهمية بمكان لكل فرد أن
يتعلم كيفية التعايش مع الآخر المختلف عنه، ولكن هذه المهمة ستفشل إذا تزايدت
أعمال العنف التي يقوم بها القوميون والعنصريون، ومن يكرهون الأجانب.
مع تحيات موقع فيلوكلوب
0 تعليقات