تعريف بول ريكور
بول ريكور: فيلسوف فرنسي معاصر، عاش بين سنتي 1913 و2005م، من ممثلي التيار التأويلي، من أعماله: "فلسفة الإرادة"، التاريخ والحقية"، من النص إلى الفعل"
نص وظائف الإديولوجيا
اقترح معالجة ثلاثة استعمالات أساسية لمفهوم الإيديولوجيا، يرتبط كل واحد منها بمستوى معين من العمق، في عمل هذا المفهوم:
1 - ينطلق الاستعمال الأول لمعنى الإيديولوجيا، كاختلال وتشويه للواقع، وهو المعنى الشائع لكلمة إيديولوجيا الذي انتشر بين العموم، بفضل كتابات ماركس... حاول ماركس بصفة ملحوظة أن يُفهم الآخرين المعنى الذي كان يقصده باستعماله للمفهوم. فقد وظف استعارة القلب كما تتم داخل العلبة السوداء، وهي نقطة البداية في عملية التصوير الفوتوغرافي. منذ ذلك الحين أصبحت الوظيفة الأولى للإيديولوجيا هي إنتاج صورة معكوسة عن الواقع... إنه الرابط الذي أسسه ماركس بين تمثلات الوعي وواقع حياة الناس الذي سماه بالممارسة praxis. ستعني الإيديولوجيا إذن العملية الفكرية العامة التي بواسطتها تعمل التمثلات الخيالية على تشويه حياة الناس الواقعية...
2 - الاستعمال الثاني لهذا المفهوم، لا تظهر فيه الإيديولوجيا كظاهرة تشويهية وتزييفية فقط، بل أكثر من ذلك، إنها تبريرية... ترتبط هذه الوظيفة عندما تتحول أفكار الطبقة المسيطرة في المجتمع إلى أفكار مهيمنة تدعي الكونية والشمولية... إننا نعلم الآن من خلال تجربة السلطة الكليانية أن ظاهرة السيطرة السياسية، عندما تتغذى بالرعب، تكون ظاهرة أشمل وأكثر إثارة للخوف من ظاهرة الصراع الطبقي...
3 - يتحدد الاستعمال الثالث للمفهوم ، في وظيفة الإدماج ، هذه الوظيفة على ما يبدو أكثر أهمية وعمقا من الوظيفتين السابقتين. ومن أجل أن تفهم هذه الوظيفة، سأنطلق من استعمال خاص للمفهوم، تظهر فيه بوضوح وظيفة الإدماج. يتعلق الأمر بمسألة تخليد جماعة بشرية ما احتفالاتها وذكرياتها الأساسية. بحيث يتمكن أفراد الجماعة من إعادة إحياء الأحداث التاريخية، كأحداث أولية مؤسسة للهوية الخاصة بالجماعة. ترتبط هذه الوظيفة بتكوين بنية رمزية للذاكرة الجماعية... يجب علينا أن ندعم بقوة، الفكرة القائلة، ليس عنصر الوهم أكثر الظواهر أهمية في عمل الايديولوجيا، بل هو فقط تشويه وفساد يصيب عملية التبرير، هذه العملية التي تتجذر داخل الوظيفة الإدماجية للإيديولوجيا.
مرجع النص
بول ريكور - من النص إلى الفعل، أبحاث في الهرمينوطيقا، طبعة سوي 1986، صفحات 419 - 426 (بتصرف)
0 تعليقات