نص الرغبة والحاجة - ميلاني كلاين (الكتاب المدرسي في رحاب الفلسفة)

فيلوكلوب ديسمبر 12, 2019 ديسمبر 12, 2019
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال: نص الرغبة والحاجة - ميلاني كلاين (الكتاب المدرسي في رحاب الفلسفة)
-A A +A

المجزوءة: مجزوءة ما الإنسان؟

المفهوم: مفهوم الرغبة

الرغبة والحاجة

نص ميلاني كلاين (الكتاب المدرسي في رحاب الفلسفة)

تعريف ميلاني كلاين

ميلاني كلاين (1882-1960) محللة نفسانية نمساوية، متخصصة في علم نفس الطفل، من أعمالها: "الرغبة والامتنان"، "علم نفس الطفل"

نص ميلاني كلاين حول الرغبة والحاجة

يرغب الطفل الرضيع في جعل ثدي أمه دائم العطاء ودائم الحضور، ولا يتعلق الأمر - في علاقة الطفل بثدي أمه - بالحاجة إلى الطعام فقط ، ذلك أن الطفل يرغب أيضا في التخلص من دوافعه التدميرية ومن قلقه الاضطهادي. فعند تحليلنا لشخصية الراشد نجد لديه هذه الرغبة  في أم قادرة  على القيام بكل شيء،  وأن تحمي ذاته من كل المعاناة والشرور، التي يكون مصدرها من داخل الذات أو من خارجها .
لنلاحظ بهذا الصدد ، ونحن نتناول الطرق الجديدة في إرضاع الطفل، كيف أن بعض هذه الطرق، خصوصا تلك التي تكون أقل ضبطا لزمن الإرضاع والأكثر ملاءمة لحاجات الرضيع، مقارنة مع طرق أخرى والتي تلتزم التزاما صارما بأوقات محددة للإرضاع؛ ففي الحالة الأولى يصادف الطفل صعوبات في تحقيق جميع رغباته، لأن الأم عاجزة عن إزالة جميع الدوافع التدميرية لطفلها وقلقه الاضطهادي، أما في الحالة الثانية فإن العناية المبالغ فيها لأم تجاه رغبة طفلها، والتي تتجلى في قيامها بإرضاعه كلما بكى وطلب ثديها، هذه الأم لا تزيل عنه معاناته وآلامه. وبواسطة تحقيق رغبته في الأكل، يدرك لا شعوريا، قلقها، فيتعمق لديه نفس القلق.
لقد سمعت من بعض الراشدين شكواهم من هذه العلاقة الشيئية بثدي الأم، إذ لم تكن لديهم في طفولتهم المبكرة، مساحة البكاء الفاصل بين الرغبة وتحقيقها، لم يسمح لهم بأن يعبروا بالبكاء عن قلقهم وعن توتراتهم ومعاناتهم. فهؤلاء لم تتمكن دوافعهم التدميرية ولا قلقهم الاضطهادي من أن يجد له مخرجا يتنفس من خلاله ... إذا كان إحباط رغبة الطفل غير مبالغ فيه، فإن ذلك بإمكانه أن يساعده على التكيف السليم مع العالم الخارجي، ويتطور لديه مفهوم الواقع. فمجموعة من الإحباطات ، التي تليها مجموعة أخرى من التحفيزات والتشجيعات، الصادرة عن الأم، تمكن الطفل بالفعل، من الشعور أنه قادر على مواجهة قلقه، كما يتبين أيضا أن رغبات الطفل غير المشبعة، وأكرر هذا الأمر، تساهم في فتح الطريق مستقبلا للإعلاء وللأنشطة الإبداعية.
مقابل ذلك، إن غياب هذا الصراع بين الرغبة وإشباعها عند الطفل، سيمنع الفرد من إغناء شخصيته، وسيحرمه من عنصر أساسي يساهم في تثبيت الأنا، ذلك لأن كل صراع أو أزمة، يتضمن بالضرورة تصور حل لهذا الصراع، الذي يشكل أساس العملية الإبداعية
 ميلاني كلاين، الرغبة والامتنان، غاليمار 1968، ص: 25-26

شارك المقال لتنفع به غيرك

فيلوكلوب

الكاتب فيلوكلوب

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

8258052138725998785
https://www.mabahij.net/