ثانوية السعديين التأهيلية بالعيون الشرقية تخلد اليوم العالمي للفلسفة

فيلوكلوب ديسمبر 10, 2019 ديسمبر 10, 2019
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال: ثانوية السعديين التأهيلية بالعيون الشرقية تخلد اليوم العالمي للفلسفة
-A A +A

ثانوية السعديين التأهيلية بالعيون الشرقية تخلد اليوم العالمي للفلسفة


تقرير: خالد العوني - محمد الغرباوي


صور: محمد درفوف


    احتفاء باليوم العالمي للفلسفة الذي يصادف ثالث يوم خميس من كل سنة، نظمت ثانوية السعديين التأهيلية  بالعيون الشرقية – مديرية تاوريرت، وبشراكة مع جمعية  أمهات وآباء وأولياء تلميذات وتلاميذ المؤسسة يومه الجمعة 22 نونبر 2019 ندوة فكرية تربوية جهوية  حول موضوع: "في الحاجة إلى الفلسفة ضد العنف والتطرف"، وقد شارك في هذه الندوة التي أصبحت تقليدا سنويا  ثلة من الأساتذة الباحثين بجهة الشرق.

    تم افتتاح الندوة بجلسة أولى ترأسها الاستاذ " محمد الغرباوي " وخصصت للكلمات الترحيبية لكل من السيد "أمين الأشقر" رئيس المؤسسة، والسيد "كمال منصوري "رئيس مصلحة الشؤون التربوية والتخطيط والخريطة المدرسية بالمديرية الاقليمية، والاستاذ " "الحوسين اصغيري" منسق مادة الفلسفة. والتي أشارت إلى أهمية مثل هكذا أنشطة في تفعيل الحياة المدرسية وتكريس قيم الاستقلالية والاختلاف والابتعاد عن الدوغمائية والتعصب.. مشددين على أن الفلسفة كمادة دراسية تتطلع الى ترسيخ هذه القيم الاخلاقية لدى تلاميذ الثانوي التأهيلي، وذلك بمساعدتهم على التفكير النقدي الحر، المستقل والمسؤول، والتشبع بقيم التسامح والمساواة والنزاهة والسلم والمواطنة والكونية. وأيضا تساعدهم على تعلم الشجاعة في استخدام العقل وفي التعبير عن الرأي المدعم بحجج، وتحمل المسؤولية تجاه الذات والغير والجماعة، والارتقاء بالسلوك من مستوى الاندفاع والعنف الى مستوى التحكم الواعي الموجه بالقيم الانسانية الكونية. ومن الذاتية المنغلقة الى التبادل والمشاركة والانفتاح القائم على الاحترام والتسامح والحوار والتواصل والاختلاف...

أما الجلسة الثانية فتم تخصيصها للمداخلات المركزية، ترأس أشغالها الأستاذ " خليد العوني"  والتي حاول من خلالها ا الأساتذة الباحثين التفكير فلسفيا في بنية العنف، ودور الفلسفة في مواجهة الجمود الفكري والحق في الاختلاف كمدخل للاعتراف والتسامح والتأكيد على أن التفكير العقلاني يمثل دحضا للعنف والتطرف بكل أشكاله.
    بحيث اختار الأستاذ الباحث "محسن أفطيط " أن يعنون مداخلته بـ "تأملات فلسفية في بنية العنف"، وأكدمن خلالها  على أن العالم المعاصر يحترق في كل مكان، كما أشار إلى أننا طبعنا مع العنف ليصبح جزءا من هويتنا. وفي محاولة منه للتفكير في منابع العنف ومصادره أشار إلى أن بنية العالم المعاصر يخترقها العنف الرمزي والعنف المادي والعنف الموضوعي، وهو العنف المرتبط بالأنساق الاقتصادية التي ركز عليها، وتم ربط العنف الموضوعي بانتصار الرأسمالية وسيادة أحادية القطب وعولمة العالم وظهور الرأسمالية المتوحشة التي تعمل على تدمير الدول من أجل تكديس الرأسمال. وفي إطار تناوله لانعكاسات وآثار هذا الوضع اعتبر أن 10 في المائة من ساكنة العالم تستغل 86 في المائة من خيرات الأرض، بينما لا تمثل ملياري نسمة شيئا إذ اعتبرها غير مصنفة ولا يتوفر لديها الحد الأدنى لشروط العيش.  وعلاقة بذلك أكد على أن هذا الوضع أفرز ذاتيات مختلفة: ذاتية الغرب المتصلة بالمركزية الأوربية، والذاتية الراغبة في الغرب والتي تحاول الهجرة إليه بكل الطرق، والنوع الثالث هو الذاتية العدمية التي تريد الانتقام من الغرب بأي شكل من الأشكال من خلال استخدام العنف والقوة والدعوة إلى الكراهية...
   أما الأستاذ الباحث "عبد القادر البالي" فقد عنون مداخلته بـ "الحق في الاختلاف كمدخل للاعتراف والتسامح" ومن خلالها أكد على اختلاف الناس على مستوى العرق والجنس والدين، فليس هناك مجال للتطابق والهوية الثابتة. وأكد على أنه مع منتصف القرن العشرين وبفضل (دولوز، ليوتار، دريدا، وفوكو...) ستنبثق فلسفة الاختلاف باعتبارها فكر ا متميزا سيؤدي إلى نتائج إيجابية، إذ سيتم التشديد على ضرورة تجاوز البحث عن التطابق. فالاختلاف حق ينبغي أن نؤمن به، وهذا ما يقود إلى الاعتراف الذي سيؤدي بدوره إلى التسامح، والنتيجية أن فكرة الاختلاف تكسير للانغلاق والتطرف.
     ومن جهته حاول الأستاذ الباحث "خليد السهلي" من خلال مداخلة عنوانها "الفلسفة في مواجهة الجمود الفكري" أن يعطي لمداخلته دورا تربويا يتمثل في التأكيد على أن الفلسفة من خلال وظيفتها النقدية تبني فردا قادرا على التفكير النقدي والتفكير الحر القائم على الفحص والتساؤل والشك، وهذا من شأنه أن يسلط أنوار العقل على ظلمات الجهل والعنف والتطرف. وشدد الأستاذ "خليد السهلي "على ضرورة اللجوء إلى حوار البرهان والحجة من منظور ابن رشد. وتطرق في مستوى ثان إلى التدهور القيمي الذي يدعو إلى التفكير في الكيفية التي يمكن من خلالها الارتقاء إلى مستوى استحضار المشترك الإنساني لنبذ التعصب بكل أشكاله والمتمثلة أساسا في الاستهانة بالتباينات داخل الجماعة وتحريف الواقع وتزييفه وتبرير العدوان والاستبداد. وكخلاصة لمداخلته عبر عن ضرورة الاعتراف بالنسبية والآخر والابتعاد عن الوثوقية.
     وكاستمرارية للنقاش الدائر، عبر الأستاذ الباحث "يوسف جبوري" من خلال مداخلته "التفكير النقدي دحض للعنف والتطرف" عن الحاجة إلى التفكير العلمي، وقد استند إلى موقف فؤاد زكريا، حيث أشار إلى أن المقصود بالتفكير العلمي ليس هو المعنى المتخصص بل القدرة على إنتاج واقع منظم وفقا لرؤية منظمة مرتبطة بالحياة. وأبرز بعض المقاربات التي حاولت تفسير العنف، وأشار إلى الموقف الماركسي الذي يعتبر أن العنف نتاج لغياب المساواة والعدالة في توزيع الثروات، وموقف بورديو المتصل بالعنف الرمزي والذي يفتح المجال للتفكير في الأشكال الناعمة والمطلفة للعنف والتي طبعنا معها، وكذلك تصور روني جيرار الذي يعتبر أن العنف متجذر في الطبيعة الإنسانية واستدعى مفهوم الإعلاء عند روني جيرار باعتباره آلية يصرف الإنسان من خلالها العنف ويوجهه صوب الحيوان عوض الإنسان. ووظف الأستاذ "يوسف جبوري" مثال فلسفة نيتشه ليؤكد من خلالها على أن الفلسفة حفر في مختلف جوانب الحياة يعمل على تصفية الدين والثقافة من كل أشكال الغبار المتراكمة فوقها. وخلص الأستاذ يوسف جبوري إلى أنه كلما تم العمل على استبعاد الفلسفة إلا وظهرت الحاجة المتجددة إلى التفكير الفلسفي في الذات والآخر والعالم.
   وقد عرفت الندوة نقاشات مستفيضة حول ما جاء في مداخلات السادة الأساتذة، توزعت الى تساؤلات وإضافات للحضور الذي لبى دعوة المشاركة في أشغال هذه الندوة.
  تجدر الاشارة الى أن هذه الندوة عرفت حضور ممثلين عن المديرية الاقليمية، أساتذة الفلسفة بالمدينة، أطر تربوية وإدارية، فاعلين جمعويين، طلبة جامعة محمد الأول بوجدة. إضافة الى تلميذات وتلاميذ المؤسسة الذين تفاعلوا مع مضامين المداخلات وأبانوا عن حسهم الأخلاقي المتميز.










شارك المقال لتنفع به غيرك

فيلوكلوب

الكاتب فيلوكلوب

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

8258052138725998785
https://www.mabahij.net/