حِكم وعِبر وتأملات وتجارب حياتية عميقة*
ترجمة : سعيد بوخليط
تقديم : في لحظة من لحظات حياتك، تدرك حتمية أن تخلق سعادتك الخاصة ضدا على الخواء والسلبية اللذين يحيطان بك. سعي يستدعي،امتلاكك فكرا إيجابيا وأن تكون حقا سيدا على حياتك. قد يظهر أمرا صعبا قياسا إلى عالم يبدو أنه يلاحقنا بعقبات مع كل خطوة نخطوها.
ربما صارت مرهقة مختلف المشاكل التي يتحتم علينا مواجهتها،لكن أن نأخذ بعين الاعتبار أقوالا قوية وملهمة في حياتنا،قد يساعدنا على الإمساك بالحقائق وفق منظور مستقبلي.لذلك حينما تشعر خلال المرة المقبلة بإحباط يكتنف همتك أو تتوخى الاستسلام،حاول أن تتذكر الدلالة العميقة للأقوال في الحياة.
1 - في الغابة، تتخاصم أغصان الأشجار ، لكن جذورها متعانقة (مثل إفريقي).
2 - يتماثل الناس جميعا على مستوى طبيعتهم، في حين تختلف العادات التي يكتسبونها(كونفوشيوس).
3- الناس المستيقظون، لهم عالم واحد فقط، بينما لكل واحد من النائمين عالمه الخاص به (هيراقليطس).
4- عندما سألوا سقراط، أين كنت، لم يجب : أثينا،بل : العالم. (ميشيل دي مونتين).
5- من مسافة بعيدة، اعتقدت بأني أرى حيوانا. عند اقترابه،أدركت بأنه إنسان.ثم كلما اقترب، توضح لي بأنه أخي(حكمة من منطقة التيبت).
6- أن تلتقي إنسانا، يعني قد أمسك بك لغز في حالة اليقظة (إيمانويل ليفيناس).
7- إذا كان الشخص الواقف أمامي، لا يفهمني، فليس لأنه أبله، لكن لأنني لا أفهمه. عندما سأفهمه،أصير بدوري مفهوما بالنسبة إليه (أمادو أمباتي با. أديب من مالي).
8- تفكر مثلي، فأنت أخي. حينما تفكر مختلفا عني، فأنت أخي بشكل مضاعف.لأنه بفضل الثراء الذي حملته إلي ثم ما منحتك إياه، اغتنينا بشكل متبادل، وأضحينا مرتين إخوة(أمادو أمباتي با. أديب من مالي).
9- لكي تفهم الآخر،عليك أن تحسن وفادته وتتجنب الهيمنة عليه (لوي ماسينون).
10- لا نعثر على الحقيقة، سوى بممارسة الضيافة (لوي ماسينون).
11- العالم كائن حي؛كل واحد منا لديه ما يحصل عليه من الآخرين، ثم شيئا ثانيا يمنحه لهم (يوحنا بولس الثاني).
11- تعلمت من علاقتي، بزواري المرضى،الخشوع وضرورة وجود الآخر، للتمكن من تحقيق ذاتي(مسعود خان-سياسي باكستاني).
12- بدل التطلع، نحو أن يكتشفنا الآخرون مثلما نحن.نتمنى،عكس ذلك، أن يفكروا فينا بشكل أفضل قدر ما يستطيعون. لذلك،نريدهم الانخداع بخصوص حقيقتنا: لا نمتلك مبدأ الافتخار بما يميزنا (نيتشه).
13 – أكد فرويد، استحالة أن تحلِّل ذاتك بذاتك، ولا إمكانية سوى أن تتأمل صورتك، من خلال مرآة ذات وجه أحادي الجانب. أقول، بنفس الكيفية عن معرفة شعب لذاته،والتي أنعتها إراديا ب ''التحليل الاجتماعي''. أسلوب يستبعد في الواقع، المنعزل، لأنه لا يمكن للذات نفسها القيام بوصف إثنوغرافي لذاتها، ما دمنا ببساطة لا نرى إلا بمرآة، المتمثلة حتما وبالضرورة، في معرفة مجتمع أجنبي، ومختلف.مما يفسر تبلور طيلة سنوات، ملاحظات عديدة متهافتة، تؤول غالبا بطريقة عبثية، حتى تنتظم وتصبح علوما، ''علوم الإنسان''، هكذا نتمكن أخيرا، من امتلاك لعبة المرايا هاته، التي تخول لكل شعب أن يلاحظ ويرى ذاته، و''تنعكس"، مع أخذ معنى الكلمة وفق جل دلالته (جيرمين تيليون-عالمة إثنولوجيا فرنسية).
14 – لو انحدرنا من شعب الهنود الحمر،لرأينا الحقائق بعين أخرى(بارتولومي دي لاس كاساس- راهب اسباني).
15- لا يدرك كل واحد منا، سوى جوانب معينة ،ومظاهر جانبية.الوسيلة، الوحيدة التي تكسبنا تفكيرا أكثر تكاملا ومعرفة موضوعية،تكمن في أن نجابه ونكتسح ونذلل هذه الرؤى الجزئية أو تلك. حقيقة الأشياء ثمرة للحوار(إدموند هوسرل).
16- تمر صلتنا بالحقيقي،عبر الآخرين. بالتالي،إما نسعى بصحبتهم نحوه ،أو أننا لانسلك طريق الحقيقي (موريس ميرلوبونتي).
17- أن تفهم من خلال التواصل، يعني أن تصارع في الآن نفسه.معركة، لا تراهن على سلطة يستحقها المنتصر، بل حقيقة يكتشفها الاثنان معا (كارل ياسبرس).
18 – لا ندرك قط الكائن في كلِّيته، حتى ذاك المعشوق أكثر، أساسا هذا النوع.فأن تعشق، يمثل في المقابل، رغبة تحول الآخر إلى منبع للثراء لاينضب. وكلما بدا، الجانب المعلوم من شخصيته شفافا ،سينمي الجانب الخفي ويعمق منظورات جديدة، تهم تجليات افتتان آخر.هناك لغز، يسكن قلب كل حب وعلاقة إنسانية. حينما نعتقد بأن الآخرين قد أضاعوا بالنسبة إلينا سرَّهم، فلأننا بدورنا افتقدنا لغزنا الشخصي.حينما نقيس مواقف الآخرين، وقد سطَّحنا سلوكاتنا، نفرغ في ذات الآن هذا الآخر من جوهره، ثم يبدأ الاضطراب اللانهائي للتفاهات، ما إن يتوقف حوار الأعماق اللانهائية (روني حبشي-فيلسوف لبناني/مصري).
19- ينطوي كل إنسان، على خادم وابن ملك :
- إذا خاطبتم الخادم، فسيجيبكم الخادم
- إذا خاطبتم نجل الملك، فسيخاطبكم نجل الملك ( مثل إنجليزي قديم).
20- العنصرية عداوة مطلقة، لا تدعو فقط إلى فصل الأجساد،بل أيضا الذكاء والأرواح (مارتن لوثر كينغ).
21- يسمي طائر اللقلق الأبيض في اللغة العبرية :حاسدة (الودود)، لأنه يحب أقرباءه، مع ذلك أدرج ضمن جنس الطيور القذرة. لماذا؟
لأنه لا يمنح حبه سوى لأقربائه (مأثورحاخامي).
22 – أشاعت الديانات بيننا التعصب، وأورثتنا تراثا كاملا من النزاعات (أبو العلاء المعري).
23- من الأهمية الحاسمة في هذا العالم الحالي، أن تشتغل القوى الدينية باعتبارها قوى تسعى إلى الوحدة. لأن الدين لم يتوقف على امتداد التاريخ، عن الظهور في شكل خصوصية تخلق الفرقة والكراهية والحرب (الكاردينال النمساوي فرانز كونينج).
24- تعتبر شيطنة الآخر، تعظيما ذاتيا للأنا (داريوش شايغان- مفكر إيراني).
25- التعصب القائم على الاحتقار والكراهية، يجد مصدره الدائم في اليقين بامتلاك أحادي للحقيقة، القوة- ممارساتها تؤكد ذلك – لا تقنع أبدا، بل تصنع الشهداء.أكثر من ذلك، تفسد الرسالة التي تعتقد أنها بصدد تفعيلها.الحقيقة تمثُّل فردي نتبادلها ولا تُفرض أبدا (زغلول مرسي- كاتب مغربي /فرنسي).
26- الحقد، لا ينهي الحقد في هذا العالم، وحده الحب قد ينهي الحقد (بوذا).
27- إذا تأتت لنا رؤية تامة للحقيقة، فلن نكون مجرد باحثين، بل أصبحنا متوحدين بالإله، مادامت الحقيقة هي الإله.وبما أننا لازلنا نبحث عنها باستمرار، فسنواصل مسلكنا ونحن واعون بعدم اكتمالنا (المهاتما غاندي).
28 – تسعى الديانات التاريخية كي تصير غايات في ذاتها،وتحل تقريبا محل الإله،بحيث لاشيء في حقيقة الأمر يفوق الدين،قدرة على تعتيم صورة الإله… يلزم كل واحد التخلي عن طموحه، بأن يكون مسكنا وحيدا للإله على هذه الأرض، ويقبل أن يستوطنه البشر الذين تحركهم صورة واحدة للإله، منزل منفتح على الخارج (مارتن بوبر-فيلسوف نمساوي).
29 – عندما تتأمل وتفكر فيما تؤمن به مختلف الطوائف - مسلمين، مسيحيين، يهود، مشركين وآخرين – فاعلم بأن ذلك يجسد الإله، وحقيقة ثانية غيرها (الأمير عبد القادر).
30-
يدين قوس قزح بجماله إلى مقامات ألوانه المتعددة. مثلما، نرى أصوات مؤمنين مختلفين، تتعالى عبر كل جهات الأرض، مثل سيمفونية أمداح نحو إله، لن يكون إلا واحدا (ساتيف تال تيرنو بوكار- مؤسس مدرسة قرآنية في مالي).
31- أصل جمال سجادة، تنوع ألوانها (ساتيف تال تيرنو بوكار- مؤسس مدرسة قرآنية في مالي).
32 – وحده الإنسان الذي اخترق أعماقه الخاصة، امتلك قدرة على اكتشاف عمق الآخر وملاقاته.في حقيقة الأمر، ولوج عمقك الذاتي، يعني إدراكك عمق الجميع .يلزم كل رفيق في الحوار،البحث كي يدرك قدر ما يمكنه السعي، حدس وتجربة الآخر، ثم شخصنة ذلك ضمن سياق ماهيته الجوهرية، بعيدا عن الأفكار الخاصة،ثم أيضا الأفكار التي تعود إلى الطرف الآخر،متوخيا التعبير عن حدسه وتجربته وبثهما بواسطة علامات، تبعا لتقليده الخاص. من الضروري،كي يكون الحوار مثمرا، الوصول تقريبا بجوهري الذاتي إلى تجربة أخي،فأطهِّر تجربتي الذاتية من جل القاذورات الزائدة، هكذا يلامس أخي درجة اكتشاف جوهره الذاتي داخل تجربتي الذاتية (أبهيشكا نتاناندا- راهب فرنسي/هندي).
33- يلج المستقبل الحاضر عن طريق الغيرية. تمثل مقابلة الآخرين، مبدأ كل منظور مستقبلي، أيضا العثور ثانية،على قاعدة، مع حضور الجنسانية، ستخضع أصل الحياة، إلى توقف هذه العلاقة على تلك(ميشيل دو سيرتو-عالم أنثروبولوجي فرنسي).
34- تبدأ الذات التحليل بالكلام عن ذاتها،دون التحدث إليكم،أو تحدثكم دون حديثها عن ذاتها.عندما، يمكنها أن تحدثكم عن ذاتها، لحظتها ينتهي التحليل (جاك لاكان).
35- تبدو العلاقة سهلة فقط بالنسبة للمتسلِّط أو الخاضع (بيير كلافري- راهب فرنسي).
36- لا، لن أشيد منزلي، عبر رفض الآخر (تاسيديت إيماش- روائية أرجنتينية) .
37- لا يقوم سلام بين شعوب الأرض، دون سلام بين ديانات العالم؛ ثم لا سلام بين الديانات دون حوار(هانس كونج-لاهوتي سويسري).
38 – نفسد الناس، عندما نتناولهم مثلما هم، بينما نساعدهم كي يصبحوا ما بوسعهم أن يكونوا عليه، عندما نتصورهم وفق التحقق الجدير بهم (غوته).
39- الشرق والغرب، يبحث باستمرار أحدهما عن الثاني؛ وحتما سيلتقيان (طاغور).
40- لا يشكل سواء منزلي أو بيت جاري، نقطة التقاء؛ بل توجد الأخيرة عند ملتقى الطرق، خارج الأسوار، هناك حيث ربما قررنا عند الاقتضاء، إقامة خيمة للزمان الحاضر (ريمون بانيكار- قسّ روماني).
41 – لا تستفسر أبدا الأجنبي عن مكان ولادته، بل مكان مآله (إدمون جابيس- شاعر فرنسي/مصري).
42- حينما بلغت سن الخامسة، أخبرتني أمي باستمرار أن السعادة تشكل مفتاح الحياة.عندما ذهبت إلى المدرسة، سألوني عن الأمر الذي أتطلع نحو تحقيقه حينما أصبح رجلا.كتبت ''سعيدا''. أكدوا لي بأني لم أفهم السؤال، فلم أتردد في مخاطبتهم ثانية، قائلا : بل أنتم من لم يفهم الحياة (جون لينون-مغني وشاعر وعازف غيتار).
43- ستطور لديك المعركة التي تخوضها اليوم، القوة التي تحتاجها غدا (روبير تيو-رياضي محترف).
44- حينما أعيد التفكير في حياتي،أدرك بأنه خلال كل مرة أخفقت خلالها في تحقيق شيء جديد،فقد انتظرني حقيقة شيء أفضل منه (الدكتور ستيف مارابولي).
45- حتى و إن بدت الحياة شاقة، يوجد باستمرار عمل ما، يمكنك القيام به وتنجح في سبيل تحقيقه (ستيفن هوكينغ- العالم الفيزيائي).
46 –
صار الحجر القابع في القعر، الأساس الصلب الذي أقمت عليه ثانية حياتي (جوان رولينغ- روائية إنجليزية وكاتبة سيناريو).
47- أولئك المجانين كفاية بحيث ينصب تفكيرهم على قضية تغيير العالم، هم من يتأتى لهم في نهاية المطاف تحقيق الأمر (ستيف جوبز- مخترع).
48 – رجل يهزم ذاته، يحظى بقيمة أكبر من رجل انتصر على ألف رجل إبان معركة (بوذا).
49 – تبقى مشاكل صغيرة تلك التي تلاحقنا وينتظرنا،قياسا لما يسكن دواخلنا (رالف والدو إيمرسون- فيلسوف وشاعر أمريكي).
50- عندما تضع حدودا لكل ما تقوم به، جسديا أو غيره، ينعكس ذلك على عملك وحياتك. لا توجد حدود، إنها مجرد عوائق، ولا يمكنك البقاء سجين نطاقها، بل يلزمك اقتحامها (بروس لي).
51- لا تصلي كي تنال حياة سهلة. لكن من أجل القوة الضرورية حتى تتحمل أعباء مهمة شاقة (بروس لي)
52- يقودك المنطق من (أ ) إلى (ب). في حين يحلق بك الخيال صوب كل مكان (ألبرت أينشتاين).
53- استسلمْ في صمت منقادا خلف الانجذاب الغريب صوب ما تحبه حقا. فلن يضلِّك ذلك أبدا (جلال الدين الرومي).
54- لا يعتبر مؤشرا عن صحة جيدة عندما تبدو منسجما مع مجتمع مريض حتى النخاع (جيدو كريشنامورتي - فيلسوف هندي).
55- السويُّ وهمٌ.فالطبيعي في نظر العنكبوت، يظل فوضى بالنسبة لِذُبابة (مورتيشيا أدامز- شخصية خيالية لمسلسل تلفيزيوني).
56 – لا يتمثل السؤال الحقيقي في معرفة وجود حياة بعد الموت.لكن معرفة إن كنت فعلا حيَّا قبل موتك (أوشو غورو- متصوف هندي).
57- عندما أتجاوز ما أنا عليه، أصبح ما بوسعي أن أكونه (لاوتسي - فيلسوف صيني).
58- ربما كان قويا من يسيطر على الآخرين، غير أنه أقل قوة من الآخر القادر على التحكم في ذاته (لاوتسي - فيلسوف صيني).
59- لا تبحث عن ما يريده العالم، بل التمس ما يجعلك حيّا. ثم بادر إلى تفعيل ذلك. لأن ما يحتاجه العالم أشخاصا،أصبحوا أحياء (هارولد وايتمان - مؤرخ أمريكي).
60- أن تحيا يمثل الحقيقة النادرة جدا،مادام أغلب الناس يعيشون فقط (أوسكار وايلد).
61- لا يمكننا العثور على حلول لقضايا بالاستناد على نفس نمط التأمل الذي ألهمنا طرحها (ألبرت أينشتاين).
62- يعتبر كل واحد منا عبقريا. لكنك بتقييمك لسمكة بناء على قدرتها لتسلق شجرة، ستقضي حينئذ جل حياتك معتقدا بأنها بلهاء (ألبرت أينشتاين).
63 – إننا حصيلة ما نقوم مرات عدة؛ بالتالي فالممتاز ليس حدثا، لكنه ممارسة متكررة (أرسطو).
64 – لا تسلك دربا ربما أفضى بك نحو مآل، بل اختر بالأحرى وجهة تفتقد إلى منفذ ثم اتركْ في خضم ذلك أثرا (رالف والدو إيمرسون - فيلسوف وشاعر أمريكي).
65 - لا ترتكز الحياة على أن تجد ذاتك. لكن أن تخلقها (جورج برنارد شو).
*المرجع:
*Jacque Levrat : la force du dialogue :éditions Marsam ;2003.
*Citations osho :2aout 2019 .
0 تعليقات