معطيات عامة عن كتاب قيمة القيم
عنوان الكتاب: | قيمة القيم |
المؤلف: | المهدي المنجرة |
الناشر: | المركز الثقافي العربي |
الطبعة: | الثانية 2007 |
المهدي المنجرة في سطور
المهدي المنجرة مفكر مغربي عاش بين سنتي 1933 و2014، ويعد واحد من علماء المستقبليات. تقلد المهدي المنجرة عدة مناصب سواء داخل المغرب أو خارجه، فقد عين سنة 1959 كأول أستاذ مغربي في كلية الحقوق بالرباط، كما عمل سنة 1970 أستاذا محاضرا وباحثا في الدراسات الدولية في كلة العلوم الاقتصادية بلندن إلى غير ذلك من مهام والمناصب.وقد اهتم المنجرة في كتاباته وأبحاثه بمجموعة من القضايا نذكر من بينها: الإقتصاد، السياسة، القيم. ونظرا لأهمية مؤلفاته فقد ترجمة إلى عشرات اللغات. من مؤلفات المهدي المنجرة نذكر:
- الحرب الحضارية الأولى
- انتفاضات في زمن الذلقراطية
- حوار التواصل
مقتطف من كتاب قيمة القيم
لا يمكن أبدا استنساخ الثقافات. إنها تستطيع أن تتواصل وتغني بعضها البعض في إطار احترام متبادل لمختلف أنماط الحياة، غير أن عولمة منظومة القيم من طرف القوة العسكرية العظمى في العالم يعرض هذه الفرصة لخطر داهم. لقد بدأت تنبعث، من جديد، في العالم الثالث نزعة مقاومة لكل أشكال العدوان الثقافي الذي تمارسه كثير من الدول الغربية ويعني هذا أن مجال الأفكار والإبداع لا يمكن أن يخضع إطلاقا لقوانين “التبادل الحر”، كما أن الاستحواذ، على حقل الثقافة لا يشبه، بأي حال من الأحوال، بسط السيطرة على ساحة معركة حربية.
يتضمن هذا الكتاب في ثناياه ثلاثة فصول: يتناول الأول منها العلاقة بين القيم والمجتمع. ويدور الثاني حول الروابط الخصبة القائمة بين القيم والإبداع. وينصب الفصل الثالث والأخير على موضوع الذاكرة، فيبرز أهميتها كقيمة تقاوم النسيان وتصده، وتجعل اقتسام المعاناة والآلام واقعا ملموسا. إن السلام، في حقيقة الأمر، لا يتحقق إلا عبر تواصل ثقافي رفيع المستوى، مجرد من كل الأهواء والأكاذيب وأنواع الميز في العلاقات الدولية، كما أن احترام حقوق “الآخرين” سيضفي طابع النسبية على مفهوم “الحقوق الكونية” دونما إلحاح على ضرورة تكييفها مع كونية مختزلة وتافهة في تاريخ البشرية.
إن العديد من الدول الغربية نصبت نفسها حامية لقيم حقوق الإنسان، لكنها تنتهك هذه القيم، بشكل سافر، هنا وهناك، وبدون محاسبة ولا عقاب. ولهذا، فعندما تصبح حياة مواطن من دول العالم الثالث أو مواطن العالم الإسلامي خصوصا، تساوي قيمة حياة مواطن أمريكي أو إسرائيلي، فإنه سيكون بوسعنا، عندئذ، أن نقر باقترابنا من هذه “الكونية” التي طالما تبجحوا بها كثيرا. إن الاعتداءات الوحشية الأخيرة لإسرائيل، والدعم الأعمى وغير اللائق الذي حظيت به من طرف الغرب، فضلا عن التخاذل والجبن غير المقبولين للحكومات العربية، كلها تبين أن ثمة مسافة شاسعة تفصلنا عن هذه الكونية المنشودة.
كتبت هذه السطور ونحن نصطلي بنار “حرب قيم” شرسة تشكل امتدادا وحشيا وهوسيا لـ “الحرب الحضارية الأولى” . وهكذا، فإن مستقبل الإنسانية سيكون، بلا ريب، رهينا بالقيمة التي سنمنحها للحياة الإنسانية بدون تمييز وفي إطار احترام متبادل للقيم باعتبارها تمثل تلك “الجينة” التي تضمن للإنسانية استمراريتها وبقاءها في ظل الكرامة. ومن هنا أهمية الحديث عن “قيمة القيم”. (المهدي المنجرة).
0 تعليقات