- أولا: تعريف الشخص والهوية
- ثانيا: التأطير الإشكالي لمحور الشخص والهوية
- ثالثا : مواقف فلسفية لمعالجة موضوع الشحص والهوية
- رابعا : فرض في محور الشخص والهوية
الشخص والهوية
أولا: تعريف الشخص والهوية
هناك تعاريف عديد ولمفهوم الشخص ولمفهوم الهوية، وسنقدم بعضها ليتحضح المعنى.
ما هو الشخص؟
يمكن تعريف الشخص بكونه تلك الذات الواعية والمفكرة الحرة، ذاتا واعية ومفكرة وحرة، وبوصفه ذاتا قادرة على التمييز بين الخير والشر، وقادرة على تحمل مسؤولية أفعالها واختياراتها وقراراتها، أخلاقيا وقانونيا.
يعرف جون لوك الشخص بكونه كائنا مفكرا عاقلا قادرا على التعقل والتأمل ، وعلى الرجوع إلى ذاته باعتبار أنها مطابقة لنفسها، وأنها هي نفس الشيء الذي يفكر في أزمنة وأمكنة مختلفة.
ما هي الهوية؟
من حيث الدلالة العامة فمهوم الهوية يشير إلى حقيقة الشيء وصفاته الجوهرية. لكنها تدل بشكل خاص على ما يجعل الشخص مطابقا لذاته ومختلفا عن غيره، أي أنها هي ما يجعل الشخص هو هو رغم اختلاف الأمكنة والأزمنة.
بخصوص مفهوم هوية نجد في موسوعة لالاند الفلسفة التعريف التالي:
الهوية هي خاصية ما هو مماثل. وهل أيضا خاصية فرد، أو كائن شبيه بفرد ما والذي نقول إنه مماثل له، أو إنه هو ذاته في مختلف لحظات وجوده…”
التأطير الإشكالي لمحور الشخص والهوية
لا يمكن الحديث عن الشخص إلا بوصفه ذاتا واعية ومفكرة وحرة، وبوصفه ذاتا قادرة على التمييز بين الخير والشر، وقادرة على تحمل مسؤولية أفعالها واختياراتها وقراراتها، أخلاقيا وقانونيا. لكن ما يميز الشخص أيضا هو الهوية، أي كونه ذاتا تمتلك هوية. والحديث عن هوية الشخص هو حديث عن تطابق الذات مع ذاتها واختلافها عن غيرها، كما أنها هي ما يجعل الشخص هو نفسه، أو لنقل تجعله هو نفس الشخص، رغم اختلاف وتعدد الوضعيات والأزمنة والأمكنة. وهنا نكون أمام إشكال فلسفي مرتبط بهوية الشخص، إشكال يمكن ترجمته إلى الإشكالات والتساؤلات الفلسفية التالية:
ما اساس هوية الشخص؟ وما الذي يجعله هو نفسه رغم اختلاف الأزمنة والأمكنة والوضعيات؟ هل ما يجعله نفس الشخص، هو هو، هو جسمه ومظهره الخارجي، أم لا يكفي لتحديد أساس هوية الشخص؟ وإذا لم يكن هو هو أساس هوية الشخص فهل هو التفكير أم الشعور أم هو الإرادة أم غير ذلك؟
مواقف فلسفية لمعالجة إشكال الشخص والهوية
سنعرض هنا لمجموعة من المواقف الفلسفية التي عالجت موضوع الشخص والهوية، ونخص بالذكر موقف جون لوك، وموقف آرثر شوبنهاور موقف جول لاشولييه
موقف جون لوك: الشعور أساس الهوية الشخصية
يعرف الفيلسوف الإنجليزي جون لوك الشخص بكونه كائنا مفكرا عاقلا قادرا على التعقل والتأمل، وعلى الرجوع إلى ذاته باعتبار أنها مطابقة لنفسها، وأنها هي نفس الشيء الذي يفكر في أزمنة وأمكنة مختلفة.
وبخصوص هوية الشخص يرى جون لوك أن ما يكون الهوية الشخصية، ويجعل الشخص هوهو، أي هو نفسه رغم اختلاف الأمكنة والأزمنة، ورغم تعدد الوضعيات، هو الشعور الذي لا يقبل الانفصال عن الفكر، وأن هذا الشعور والوعي بالذات لا يشمل الحاضر فقط، بل يمتد بفضل الذاكرة ليشمل الأحداث والأفكار والأفعال الماضية.
موقف شوبنهاور: تتوقف هوية الشخص على الإرادة
يؤكد الفيلسوف الألماني شوبنهاور أن هوية الشخص تتوقف على الإرادة، أي إرادة الحياة.
وفي موقفه ينتقد المواقف التي تقول بتوقف الهوية على الجسم سواء في مادته أو صورته، لأن مادة الجسم تتجمد بعد مرور الزمن، ولأن صورة الجسم تتغير في مجموع أجزائها، أو بعض أجزائها، باستثناء تعبير النظرة، التي لا تتغير، والتي تمكننا من التعرف على الآخر ولو مرة سنوات عديدة.
إضافة إلى ذلك فشوبنهاور ينتقد المواقف التي تقول بتوقف هوية الشخص على الشعور، فالشعور يحيل على الذاكرة، والذاكرة لا تحفظ إلا الحوادث الرئيسية، أما البقية فيبتلعها النسيان، بسبب تقدم السن أو المرض، وبالتالي لا يمكن أن يكون الشعور أو الذاكرة أساسا لهوية الشخص، وهذا نقد لموقف جون لوك.
موقف لاشوليي: وحدة الطبع والذاكرة أساس الهوية
في كتابه السيكولوجيا والميتافيزيقا حاول الفيلسوف الفرنسي جول لاشولييه أن أساس هوية الشخص هو وحدة الطبع والذاكرة، وهما ما يجعلنا ننظر لأنفسنا على أننا شخص واحد في كل فترات عمرنا. ويقول جول لاشولييه في هذا السياق:
"هناك شيئين يجعلاننا نحس بهويتنا أمام أنفسنا وهما دوام نفس الطبع والذاكرة، فوحدة الطبع تجعلنا نقوم بنفس رد الفعل وتطبع حالاتنا النفسية الداخلية بطابع شخصي. أما الذاكرة فهي التي تمسح بامتداد وعينا إلى الماضي.
ليستنتج لاشولييه بأن هويتنا الشخصية ليست معطى أوليا، وإنما صدى لإدراكاتنا الماضية في إدراكاتنا الحاضرة.
فرض في محور الشخص والهوية
نقترح هنا هذا الفرض الذي يمكن الاشتغال عليه لإدراك مدى فهم الدرس واستعدادا للفرض الكتاب المحروس في مادة الفلسفة.
سؤال إشكالي مفتوح في موضوع الشخص والهوية
هل تتوقف هوية الشخص على مظهره الخارجي؟
قولة فلسفية في موضوع الشخص والهوية
يتغير الشخص خلال نموه، لكنه يحافظ على هويته
أوضح(ي) مضمون هذه القولة وبين(ي) أساس هوية الشخص
نص فلسفي للتحليل والمناقشة
«إن المعيار الغالب للحكم على أن الشخص هو هو، كما يرى الحس العام، هو استمرارية الجسد المادية عبر الزمن، وهو المعيار نفسه الذي نستخدمه للحكم على أن الدراجات الهوائية أو غيرها هي نفسها دون سواها . أما إذا تحدثنا بخلاف ذلك ، فإن حديثنا سيكون على سبيل الاستعارة كأن أقول مثلا أنا إنسان جديد ) ، فلو صح هذا القول لما كان بوسعي التفوه به . وحقيقة أننا نشعر أن هويتنا الجسدية عبر الزمن أمر معقد وأنها تتأكد من خلال المعرفة الداخلية بماضينا التي تأتي بها الذاكرة . يجب ألا يُثير دهشتنا على الإطلاق كون الذاكرة نفسها تتصل بالضرورة بأدمغتنا وبأجسادنا . وإذا كانت ذكرى الماضي قد سببها ما حدث لنا ، أي ما حدث لأجسادنا وأدمغتنا ، فمن غير المدهش أن استمرارية هذه الأجساد عبر الزمن يجب في بعض الأحيان على الأقل ، أن يتأكد من خلال معيار الذاكرة . » ميري ورنوك، الذاكرة في الفلسفة والأدب، ترجمة فلاحرحيم، دار الكتاب الجديد، ليبيا، 2007، ص 108-109 (بتصرف) |
حلل(ي) النص وناقشه (يه)
0 تعليقات