مجزوءة الفاعلية والإبداع
تقديم المجزوءة:
لا يمكن النظر إلى الإنسان فقط من خلال محدداته واستعداداته الطبيعية ومن خلال محدداته الماهوية من وعي وعقل ورغبة، فهو أيضا كائن يستطيع تجاوز بعده الطبيعي أو استثماره، وهو ما يتجلى في فاعليته وإبداعه.
هكذا إذن يكون الحديث عن الفاعلية والإبداع حديثا عن خروج الإنسان من ذاته وتجاوزه لشرطه الطبيعي وانفتاحه على محيطه. وإن كان من الصعب حصر فاعلية الإنسان وإبداعه، فمن الممكن الوقوف عن بعض تجلياتها.
تعتبر التقنية والعلم من تجليات فاعلية الإنسان وإبداعه، حيث استطاع من خلال ما له من خصائص كالعقل والوعي واللغة تطوير وخلق وإبداع تقنيات متعددة ومختلفة، تعكس قدرته على الإبداع وتعكس رغباته وتطلعاته، كما تعكس حقيقته وتميزه عن باقي الموجودات.
بالإضافة إلى ذلك، فالشغل وجه من أوجه فاعلية الإنسان وإبداعه، فهو يعكس محاولة الإنسان نقص الإنسان وحاجته إلى الحياة والاستمرار، كما أنه يعكس حقيقة الإنسان باعتباره كائن اجتماعي.
كذلك يمكن الحديث عن التبادل وعن الفن، فالتبادل إبداع إنساني يستحيل وجوده عند أي كائن آخر، وفيه تتجلى تلك العلاقة التفاعلية التي تطبع الوجود الإنساني. أما الفن، يمكن القول عنه، أنه أبهى أشكال فاعلية الإنسان وإبداعه، كيف لا وهو الآلية التي يعبر فيها الإنسان عن قدراته في التخيل والتصور والخيال والخلق… ويعبر فيها عن أحلامه وهمومه وأهوامه ورغباته ومكبوتاته..
ويمكن أن نوجه اشتغالنا على موضوع الفاعلية والإبداع من خلال التساؤلات التالية:
- بأي معنى يمكن النظر إلى التقنية والعلم باعتبارهما علامة على فاعلية الإنسان وإبداعه؟
- فيم تتجلى فاعلية الإنسان وإبداعه بخصوص الشغل؟
- بأي معنى يعتبر التبادل والفن إبداعا وفاعلية إنسانية؟
0 تعليقات